بعد لم يذكر الثائر الطائر الصيت يحيى بن الحسين الذي أقام الدولة في اليمن ، كما ترك بعض الثائرين الموَسسين للدولة في طبرستان.
والجدير بالدراسة ، هو البحث عن الحافز أو الحوافز التي كانت تدفع هوَلاء الأماثل الأشراف نحو القتال في الساحة ، فكانوا يرون بأُم أعينهم ، أنّه لا يقوم واحد منهم إلاّ ويقتل أو يسجن ويعذّب بألوان العذاب ، ومع ذلك كانوا يبادلون هدوء الحياة وملاذّها بالشهادة في المعارك ، والصلب على المشانق ، وقتل الأولاد والأصحاب ، ونهب الأموال.
وهذه هي النقطة الحساسة في حياة العلويين التي تحتاج إلى دراسة معمقة بحياد ورحابة صدر وبما أنّ موسوعتنا ، موسوعة تاريخ العقائد ، لا تاريخ الشخصيات والحوادث ، نرجىء البحث عنها إلى آونة أُخرى ، وفي نهاية المطاف نقول : يُقسّم الثائرون بعد زيد الشهيد إلى أصناف أربعة :
١ ـ أصحاب الانتفاضة : الذين قاموا بوجه الظلم ، بعد استشهاد زيد في أقطار مختلفة وعلموا أنّ أعواد المشانق نصب أعينهم وكان نصيبهم من القيام هو الشهادة ، وإيقاظ الأمّة وأداء الواجب من دون أن يوَسّسوا دولة في قطر من الأقطار ، وإنّما كانت أعمالهم أشبه بما يعبر عنها اليوم بالانتفاضة.
الذين ساروا على درب الاِمام زيد وصار التوفيق نصيبهم ، فأسّسوا دولة في قطر من الأقطار امتدت قرناً أو قروناً ، وهوَلاء عبارة عن :
٢ ـ أئمة الزيدية في اليمن : ابتداءً بالاِمام يحيى بن الحسين الذي قام بالأمر عام ٢٨٤ هـ وتوفي عام ٢٩٨ هـ ، وانتهاءً بحياة المنصور باللّه محمد البدر الذي أُزيل عن الحكم بقيام الجمهورية عام ١٣٨٢ هـ.
٣ ـ أئمة الزيدية في طبرستان : ابتداءً من الحسن بن زيد بن محمد بن