وقال ابن عنبة : ومن ولد إبراهيم طباطبا أيضاً محمد بن إبراهيم ويكنى أبا عبد اللّه أحد أئمة الزيدية ، خرج بالكوفة داعياً إلى الرضا من آل محمد ، وخرج معه أبو السرايا (السري بن منصور) الشيباني في أيام المنصور ، فغلب على الكوفة ودعا بالآفاق ولقّب بأمير الموَمنين وعظم أمره ثم مات فجأة ، وانقرض عقبه ، وكان من ولده محمد بن الحسين بن جعفر بن محمد هذا ، خرج إلى الحبشة فما يعرف له خبر. وفي بعض النسخ مات ١٩٩ هـ وقيل : سمّاه أبو السرايا سماً ومات منه واللّه أعلم (١).
وقال الطبري في حوادث سنة ١٩٩ هـ : وفيها خرج بالكوفة محمد بن إبراهيم ابن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب يوم الخميس لعشر خلون من جمادي الآخرة يدعو إلى الرضا من آل محمد والعمل بالكتاب والسنّة وهو الذي يقال له ابن طباطبا وكان القيم بأمره في الحرب وتدبيرها وقيادة جيوشه أبا السرايا واسمه السري بن منصور (٢).
وبما أنّ أبا السرايا جاء اسمه في ذكر لفيف من الثائرين ، نذكر عنه شيئاً.
يقول خير الدين الزركليّ : السري بن منصور الشيباني ثائر شجاع من الأمراء العصاميين فجمع عصابة كان يقطع بها الطريق ، ثم لحق بيزيد بن مزيد الشيباني بأرمينيا ومعه ثلاثون فارساً فجعله في القواد فاشتهرت شجاعته ، ولما نشبت فتنة الأمين والمأمون انتقل إلى عسكر هرثمة بن أعين وسار معه نحو ألفي مقاتل وخوطب بالأمير ، ولما قتل الأمين نقص هرثمة من أرزاقه وأرزاق أصحابه فخرج في نحو مائتي فارس فحصر عامل عين التمر وأخذ ما معه من المال ففرّقه في أصحابه ، ثم استولى على الأنبار وذهب إلى الرقة وقد كثر جمعه فلقيه بهما ابن
__________________
١ ـ ابن عنبة : عمدة الطالب : ١٧٢.
٢ ـ الطبري : التاريخ : ٧ / ١١٧.