الفخ (١) ، فلما قتل الحسين انهزم حتى لحق بالمغرب فسمّ هناك (٢).
وقال ابن عنبة : لما قتل الحسين انهزم إدريس حتى دخل المغرب فسمّ هناك بعد أن ملك ، وكان قد هرب إلى فاس وطنجة ومعه مولاه راشد ودعاهم إلى الدين فأجابوه وملكوه ، فاغتم الرشيد (هارون) لذلك حتى امتنع من النوم ودعا سليمان ابن جرير الرقي متكلم الزيدية وأعطاه سماً ، فورد سليمان بن جرير متوسماً بالمذهب فسرّ به إدريس بن عبد اللّه ثم طلب منه عزة ووجد خلوة من مولاه راشد فسقاه السم فهرب ، فخرج راشد خلفه فضربه على وجهه ضربة منكرة وفاته ، وعاد وقد مضى إدريس لسبيله.
كانت بيعة إدريس بن عبد اللّه في شهر رمضان سنة ١٧٢ هـ واستمر بالأمر إلى ست سنين إلاّ ستة شهر (٣).
وقال الزركلي : إدريس بن عبد اللّه بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب : موَسس دولة الأدارسة في المغرب وإليه نسبتها ، أوّل ما عرف عنه أنّه كان مع الحسين بن علي بن الحسن المثلث ، في المدينة أيام ثورته على الهادي العباسي سنة ١٦٩ هـ ثم قتل الحسين ، فانهزم إدريس إلى مصر فالمغرب الأقصى سنة ١٧٢ هـ ، ونزل بمدينة وليلي (على مقربة من مكناس وهي اليوم مدينة قصر فرعون) وكان كبيرها يومئذ إسحاق بن محمد فعرّفه إدريس بنفسه ، فأجاره وأكرمه ، ثم جمع البربر على القيام بدعوته ، وخلع طاعة بني العباس ، فتم له الأمر (يوم الجمعة ٤ رمضان ١٧٢ هـ) فجمع جيشاً كثيفاً وخرج به غازياً فبلغ بلاد تادَلة
__________________
١ ـ فخ ـ بفتح أوّله وتشديد ثانيه ـ واد بمكة قتل فيه الحسين بن علي بن الحسن العلوي يوم التروية سنة ١٦٩ هـ وقتل معه جماعة من أهل بيته وفيه دفن عبد اللّه بن عمرو جماعة من الصحابة ، انظر مراصد الاِطلاع ، ما دة فخ.
٢ ـ النسابة العلوي العمرى : المجدي : ٦٢.
٣ ـ ابن عنبة : عمدة الطالب : ١٥٧ ـ ١٥٨.