والحقّ أنّه لم يحظ متن فقهي من متون الأئمّة بمثل ما حظى به متن الأزهار من عناية العلماء واهتمامهم بتعليقاتهم ، وهو بين الزيدية ، كالعروة الوثقى عند الاِمامية.
ولقد ألّف بعده كتابان : الآثار ، والهداية على غرار الأزهار ، ولكن لم يحرزا القبول والأوّل لحفيد الموَلّف شرف الدين المتوفى سنة ٩٦٥ هـ والثاني لصارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير المتوفى سنة ٩٢٤ هـ.
وهناك من قام بمناقشة المضمون وكيفية الاستنباط كالعلامة الجلال في كتابه ضوء النهار ، ورد عليه ، ابن الأمير في كتابه « منحة الغفّار ».
إلى أن وصلت النوبة للشوكاني فقام بالتعليق عليه مع النقد اللاذع وسمّى كتابه بـ « السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار » والاسم يعرب عن المسمّى وهو بصدد هدم ما بناه الاِمام ، وتخريب ما أرساه وقد أثار هذا النوع من التأليف مشاعر أكثر رجالات العلم المتحررين ، فكتبوا ردوداً عليه.
وأما تصانيفه فيبلغ عدد الجمع ٣٣ وقد طبع قسم منها ضمن البحر الزخار وتعرفت على فهرسته في ترجمة الشوكاني له.
ولم يكتف الاِمام بالرسائل والمواعظ والموَلفات في نشر علومه وأفكاره ، بل قرض الشعر ونظّم القصائد الهادفة ، وله قصيدة تذكر أبناء فاطمة الزهراء ـ سلام اللّه عليها ـ ويقول :
إذا ما رأيت الفاطمي تمردا |
|
أقام على كسب المعاصي وأخلدا |
فذاك الذي لما أكتسى ثوب عزة |
|
تبدل أثواب الدناءة وارتدا |
فياسوءتا للفاطمي إذا أتى |
|
أسير المعاصي يوم يلقى محمدا |
فلو لم يكن إلاّ الحياء عقوبة |
|
ولم يخش أن يصلى الجحيم مخلّدا |