القول بالجمع ، وهو خرق للاِجماع المركب أوّلاً ، ومخالف للروايات المتضافرة من أنّ النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم جمع علياً وابنيه وزوجته تحت الكساء وقال : هوَلاء أهل بيت ، ولم يجز لأمّ سلمة أن تدخل تحت الكساء.
لكنه قد قصر في بعض المواضع ، حيث لم يذكر نزول قوله سبحانه : « اليومَ أكمَلتُ لَكُمْ دينَكُمْ وأتممتُ عليكُمْ نِعمَتي ورضِيتُ لكمُ الاِسلامَ دِيناً » (المائدة ـ ٣) في حقّ علي مع تضافر الروايات. وفسر إكمال الدين بإكمال ظهوره على الأديان كلها ، وغلبته لها (١).
نعم ، ذكر في تفسير قوله سبحانه : « يا أيُّها الرَّسولُ بلِّغْ ما أُنزِلَ إليكَ مِنْ ربِّكَ وإنْ لَمْ تَفعَلْ فَما بلَّغْتَ رسالَتَهُ واللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ » (المائدة ـ ٦٧) قال : أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري ، قال : نزلت هذه الآية على رسول اللّه يوم غدير خم في علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ، وقال : وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود ، قال : كنّا نقرأ على عهد رسول اللّه : ( ياأيـّها الرسول بلِّغ ما أُنزل إليك من ربك » أنّ علياً مولى الموَمنين « وإنْ لَـمْ تَفعلْ فَما بلَّغتَ رِسالَتَهُ واللّهُ يَعصِمُكَ منَ النّاس » (٢).
وعلى كل تقدير فما يذكره في حقّ أئمة أهل البيت أثر من آثار نشأته بين الزيدية ، ولكنّه في مجال العقيدة سلفيّ ، يتمسك بحرفية القرآن ويجوّز الروَية في الآخرة (٣). ويذهب في مجال الفقه إلى حجّية كل صحابي من غير فرق بين المعلوم والمجهول ، حتى ألّف كتاباً باسم « القول المقبول في ردّ خبر المجهول من غير صحابة الرسول » (٤) ويصدر عن الصحاح والمسانيد ويخالف مذهب الزيدية
__________________
١ ـ فتح القدير : ٢ / ١١.
٢ ـ فتح القدير : ٢ / ٦٠.
٣ ـ فتح القدير : ١ / ٨٦ في تفسير قوله سبحانه : (وإذ قلتم ياموسى لن نوَمن لك حتى نرى اللّه جهرة).
٤ ـ نيل الأوطار : المقدمة (و).