عليهم كان خطأ وباطلاً.
هذا هو واقع المذاهب ، وعموده الفقري ، فقد أخذوا من كل مذهب ضغثاً.
نعم كانت عناية مشايخ الزيدية في العصور الأوّلية ، بالنقل عن الصادقين والأخذ بقولهما أكثر من الذين جاءوا بعدهم. وهذا أحمد بن عيسى بن زيد ، موَلف الأمالي فقد أكثر فيها النقل عنهما وعن غيرهما من أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، ولكن أين هو من البحر الزخار لابن المرتضى (٧٦٤ ـ ٨٤٠ هـ) أو سبل السلام للأمير محمد بن إسماعيل الأمير اليمني الصنعاني (١٠٥٩ ـ ١١٨٢ هـ) أو الروض النضير للسباعي ، أو نيل الأوطار في شرح منتقى الأخبار للشوكاني (١١٧٣ ـ ١٢٥٠ هـ) ، فإنهم لايصدرون في عامـة المسائل إلاّ ما شذ ، إلاّ عما يصدر عنه فقهاء أهل السنة ، فالمصادر الحديثية هي الصحاح والمسانيد ، والحجج الفقهية بعد الكتاب والسنّة ، هي القياس والاستحسان ، وكأنّه لم يكن هنا باقر ولا صادق ، ولاكاظم ولا رضا عليهمالسلام ونسوا وتناسوا مقاماتهم وعلومهم.
نحن نأتي في هذه العجالة بأُصول عقائدهم مستندين إلى ما ألفه الاِمام المرتضى في مقدمة البحر الزخار ، مقتصرين على الروَوس دون الشعب المتفرقة منها. وفي هذه القائمة لعقائدهم يتجلى مدى انتمائهم ، للمعتزلة أو للسنّة والشيعة ، والنص لابن المرتضى بتلخيص منّا.
١ ـ صفاته عين ذاته ، ويستحق بها صفاته لذاته لا لمعان (زائدة) خلافاً للأشعرية حيث يقول : « لمعان قديمة بذاته ليست إياه ولا بعضه ولا غيره ».
وقد أشار بذلك إلى المعاني الزائدة التي أثبتها الأشعري وهي ثمانية مجموعة في قول بعضهم :
حياة ، وعلم ، وقدرة ، وإرادة |
|
كلام وإبصار وسمع مع البقاء |
٢ ـ لا يُرى سبحانه ، ولا يجوز عليه الروَية وإلاّ لرأيناه الآن لارتفاع الموانع