وأن يكون عارفاً بأُصول الشرائع وكونها الأدلة ، وهي أربعة : الكتاب ، والسنّة ، والاِجماع ، والقياس ، والمراد بذلك أن يكون فهماً في معرفة أوامر القرآن والسنّة ونواهيهما ، وعامّهما ، وخاصّهما ، ومجملهما ، ومبينهما ، وناسخهما ، ومنسوخهما ، عارفاً بمواضع الوفاق ، وطُرُق الخلاف في فروع الفقه ، لئلاّ يجتهد في مواضع الاِجماع ، فيتحرى في معرفة القياس والاجتهاد ، ليمكنه ردّ الفرع إلى أصله.
وأمّا الفضل ، فأن يكون أشهر أهل زمانه بالزيادة على غيره في خصال الاِمامة أو كأشهرهم.
وأمّا الشجاعة ، فإنّه يكون بحيث لا يجبن عن لقاء أعداء اللّه ، وأن يكون رابط الجأش وإن لم يكُثُر قَتْلُه وقِتالُه.
وأمّا السخاء ، فأن يكون سخياً بوضع الحقوق في مواضعها.
وأمّا جودة الرأي ، فأن يكون بالمنزلة التي يُرْجَعُ إليه عند التباس الأمور.
وأمّا القوة على تدبير الأمور ، فلا يكون منه نقص في عقله ، ولا آفة في جسمه ، يضعف لأجل ذلك عن النظر في أُمور الدّين وإصلاح أحوال المسلمين.
وأمّا الورع ، فأن يكون كافّاً عن المقبحات ، قائماً بالواجبات.
فرع [ في طريق معرفة مواصفات الاِمام ]
فإن قيل : فما الطريق إلى إثبات كونه على هذه الخصال؟
فقل : أمّا كونه عالماً فيحصل العلم به للعلماء بالمباحثة والمناظرة ، ويحصل لغيرهم من الأتْباع العلم بكونه عالماً بوقوع الاِطباق والاِجماع على كونه كذلك.
وأمّا سائر الخصال فلابد من حصول العلم بكونه عليها ، وإن كان غائباً ، فإنّه يحصل العلم التواتري بذلك ، وكذلك حكم العلم إذا كان غائباً ، فإن طريق