مُبارَكاً أينَ ما كُنْتُ وَأوصاني بالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيّاً » (مريم ـ ٢٩ ـ ٣١) فكان نطق المسيح عليهالسلام معجزاً لمريم عليهماالسلام إذ كان شاهداً ببراءة ساحتها. وأُمّ موسى عليهالسلام ومريم لم تكونا نبيين ولا مرسلين ولكنهما كانتا من عباد اللّه الصالحين. فعلى مذهب هذا الشيخ كتاب اللّه يصحح الحنبلية.
الجواب على الاعتراض الثالث :
وأمّا زيارة القبور فقد أجمع المسلمون على وجوب زيارة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى رووا « منْ حجَّ ولم يزره متعمداً فقد جفاه صلىاللهعليهوآلهوسلم وثلم حجّهُ بذلك الفعل » ، وقد قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من سلّم عليّ من عند قبري سمعته ، ومن سلّم عليَّ من بعيد بلغته » سلام اللّه عليه ورحمته وبركاته وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم للحسن عليهالسلام : « من زارك بعد موتك أو زار أباك أو زار أخاك فله الجنّة ».
وقال أيضاً : في حديث له أوّل مشروح في غير هذا الكتاب : « تزوركم طائفة من أُمتي تريد به برّي وصلَتي فإذا كان يوم القيامة زرتها في الموقف فأخذت بأعضادها وأنجيتها من أهواله وشدائده ».
ولا خلاف بين الأمّة أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لما فرغ من حجّة الوداع لاذ بقبر درس فقعد عنده طويلاً ثم استعبر فقيل له : يارسول اللّه ما هذا القبر؟ فقال : هذا قبر أُمّي آمنة بنت وهب سألت اللّه في زيارتها فأذن لي.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها وكنت نهيتكم عن ادّخار لحوم الأضاحي ألا فادخروها ».
وقد كان أمر في حياته صلىاللهعليهوآلهوسلم بزيارة قبر حمزة عليهالسلام وكان عليهالسلام يلمّ به وبالشهداء ، ولم تزل فاطمة عليهاالسلام بعد وفاته صلىاللهعليهوآلهوسلم تغدو إلى قبره وتروح لزيارته وكان أهل بيته والمسلمون يثبرون على زيارته وملازمة قبره صلىاللهعليهوآلهوسلم فإن كان ما تذهب إليه الاِمامية من زيارة مشاهد الأئمّة عليهمالسلام حنبلية وسخفاً من الفعل ،