٨ ـ العلامة الاِمام أحمد بن يحيى بن المرتضى ، مات شهيداً بالطاعون سنة ٨٤٠ هـ.
ومعظم رجال طبقات المذهب الزيدي من العلماء المجتهدين. ولذلك فلا يصدق عليهم القول بأنّهم في مستوى طبقة مجتهدي المذهب لأنّ هذه الطبقة لاتظهر دائماً إلاّ بين رجال المذاهب التي لا توجب الاجتهاد على المتمكن منه وليس كذلك المذهب الزيدي. وبالتجوز يمكن أن يوجد في طبقات المذهب من هو في درجة المجتهد المنتسب. أمّا الأكثر فهم في درجة المجتهد المطلق. وقد ظهر من هوَلاء بعد طبقة المذاكرين الكثير ومنهم : الاِمام يحيى شرف الدين مات سنة ٩٦٥ هـ والاِمام القاسم بن محمد مات سنة ١٠٢٩ هـ والاِمام محمد بن إسماعيل الأمير مات سنة ١١٨٢ هـ. والاِمام عبد القادر بن أحمد عبد القادر بن الناصر شرف الدين مات سنة ١٢٠٧ هـ وغيرهم.
وكانت كل الموَلفات الزيدية لاتقتصر على ذكر القول المختار لديها ، وإنّما تجمع كل الأقوال المشهورة للأئمّة والعلماء : أي أنّها موَلفات أُممية وموسوعات لما توَلف فيه. لذلك فالقول المختار للمذهب إنّما كان يوَخذ من أفواه المشائخ ويتناقل بالرواية ، حتى جاء القاضي حسن بن أحمد الشبيبي رحمهالله مات سنة ١١٦٩ هـ فوضع كلمة (مذهب) في كتابه شرح الأزهار على القول المختار للمذهب تمييزاً له عن سائر أقوال الأئمّة والعلماء الزاخر بها كتاب شرح الأزهار المعروف واستحسن هذه العلامة سائر العلماء في عصره. ولمكانته في العلم والتقوى تلقّفها عنه الطلاب ، وصارت نسخته من أهم المراجع في ذلك عند الطلاب. كما ذكره الموَلف الموَرخ السيد محمد زباره رحمهالله في ملحق البدر الطالع ص ٦٨ (١).
__________________
١ ـ علي بن عبد الكريم الفضيل شرف الدين : الزيدية نظرية وتطبيق : ١٦ ـ ١٨.