قال أبو حمزة : فما لبثت إلاّ برهة حتى رأيت زيداً بالكوفة في دار معاوية بن إسحاق فسلّمت عليه. ثم قلت : جعلت فداك ما أقدمك هذا البلد؟ قال : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فكنت أختلفُ إليه فجئته ليلة النصف من شعبان فسلمت عليه وجلست عنده. فقال : يا أبا حمزة تقوم حتى تزور قبر أمير الموَمنين علي عليهالسلام؟ ـ قلت : نعم جعلت فداك.
ثم ساق أبو حمزة الحديث حتى قال :
أتينا الذكوات البيض فقال : هذا قبر علي بن أبي طالب عليهالسلام ثم رجعنا فكان من أمره ما كان. فواللّه لقد رأيته مقتولاً مدفوناً منبوشاً مسلوباً مسحوباً مصلوباً بالكناسة ثم أُحرق ودق وذُري في الهواء (١).
٣ ـ ما رواه أبو القاسم علي الخزاز قال : عن زيد بن علي عليهالسلام قال : كنت عند أبي علي بن الحسين عليهالسلام إذ دخل عليه جابر بن عبد اللّه الأنصاري ، ( م ٧٨ هـ ) فبينما هو يحدثه إذ خرج أخي محمد من بعض الحجر ، فأشخص جابر ببصره نحوه ثم قام إليه فقال : يا غلام أقبل ، فأقبل ، ثم قال : أدبر ، فأدبر ، فقال : شمائل كشمائل رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ما اسمك يا غلام؟ قال : « محمد ». قال : ابن من؟ قال : « ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب » ، قال : أنت إذاً الباقر. قال : فأبكى (فانكبّ) عليه وقبّل رأسه ويديه ثم قال : يا محمد إنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقرئك السلام. قال : « على رسول اللّه أفضل السلام وعليك يا جابر بما أبلغت السلام ».
ثم عاد إلى مصلاّه ، فأقبل يحدث أبي ويقول : إنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لي يوماً : يا جابر إذا أدركت ولدي الباقر فاقرأه مني السلام فإنّه سميّي وأشبه الناس بي ، علمه علمي وحكمه حكمي ، سبعة من ولده أُمناء معصومون أئمة أبرار ، والسابع
__________________
١ ـ الثقفي : الغارات : ٢ / ٨٦٠ ـ ٨٦١ ؛ وابن طاووس : فرحة الغريّ : ٥١ ، المطبوع في ذيل مكارم الأخلاق.