وقيل إن إسماعيل عليهالسلام أول من كسا الكعبة ، وكانت فى الجاهلية تكسى أكسية شتى ما بين وصائل وأنطاع وكرار وخز ونمارق عراقية ، وإذا خلق منها شىء أخلف مكانه ثوب آخر ولا ينزع مما عليها شىء من ذلك.
وكساها فى الإسلام (١) سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم الثياب اليمنية ثم كساها أبو بكر وعمر وعثمان ، ثم معاوية ، وابن الزبير ومن بعدهما.
ويقال : إن أول من كسا البيت الديباج ، الحجاج. وقيل : يزيد بن معاوية ، وقيل : ابن الزبير ، وقيل : عبد الملك بن مروان.
وكانت الكعبة فيما مضى إنما تكسى يوم عاشوراء إذا ذهب آخر الحجاج ، حتى كانت دولة بنى هاشم فكانوا يعلقون عليها القميص من الديباج يوم التروية لكى يرى الناس ذلك عليها بهاء وجمالا ، فإذا كان يوم عاشوراء علقوا الإزار (٢).
وكان عمر رضى الله عنه يكسوها من بيت المال ، وكساها عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما ما كان يجلل به بدنه من القباطى والحبرات والأنماط.
وكان المأمون يكسوها ثلاث مرات فيكسوها الديباج الأحمر يوم التروية والقباطى يوم هلال رجب ، والديباج الأبيض يوم سبع وعشرين من رمضان لأجل العيد (٣).
والقباطى ـ بفتح القاف جمع قبطية بضم القاف ـ وهو ثوب رقيق أبيض من ثياب مصر كأنه منسوب إلى القبط والضم فيه من تغيير النسب والضم خص بالثياب ، وأما فى الناس فقبطى ـ بكسر القاف ـ لا غير. والوصائل : ثياب حمر مخططة يمانية. والحبرات جمع حبرة وهو ما كان من البرود مخططا أيضا وهو من ثياب اليمن. ويقال له برد حبرة وبرد حبرة على الوصف وعلى الإضافة. والعصب برود يمانية يعصب غزلها ويشد ثم يصبغ وهو على الوصف والإضافة أيضا. والأنماط ضرب من البسط واحدها نمط.
وممن كسا البيت الصليحى صاحب اليمن ومكة ، وذلك فى زمن الحاكم العبيدى ، والمستنصر العبيدى. وكانت من الديباج الأبيض (٤).
__________________
(١) انظر فى ذلك : شفاء الغرام ج ١ ص ١٩٥.
(٢) إخبار الكرام ص ١٦٠.
(٣) إخبار الكرام ١٦٠.
(٤) شفاء الغرام ج ١ ص ١٩٨.