ومنها : فى وقت المطر لما روى عنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال : من طاف بالكعبة فى يوم مطر كتب الله له بكل قطرة تصيبه حسنة ومحا عنه الأخرى سيئة.
وعن أبى عقال قال : طفت مع أنس بن مالك رضى الله عنه فى مطر. فلما قضينا الطواف أتينا المقام فصلينا ركعتين فقال لنا أنس : استأنفوا (١) العمل فقد غفر لكم. هكذا قال لنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وطفنا معه فى مطر (٢).
وعن مجاهد قال : كان كل شىء لا يطيقه الناس من العبادة يتكلفه ابن الزبير ، فجاء سيل فطبق البيت فامتنع الناس من الطواف ، فجعل ابن الزبير يطوف سباحة ، وذكر القاضى عز الدين بن جماعة عن جده أنه طاف بالبيت سباحة ، وكان كلما حاذى الحجر غطس لتقبيله. وذكر أن بعض المكيين أخبره أنه اتفق له مثل ذلك.
ومنها : فى شدة الحر ، فقد روى أنه صلىاللهعليهوسلم قال من طاف حول البيت أسبوعا فى يوم صائف شديد الحر واستلم الحجر فى كل طواف من غير أن يؤذى أحدا وأقل كلامه إلا بذكر الله تعالى كان له بكل قدم يرفعها ويضعها سبعون ألف حسنة ، ويمحى عنه سبعون ألف سيئة ، ويرفع له سبعون ألف درجة (٣).
وفى رواية عن ابن عباس بعد قوله : شديد الحر ، وحسر عن رأسه ، وقارب خطاه ، وأقل التفاته ، وغض بصره ثم ذكر بقية الحديث. وزاد يعتق عنه سبعين رقبة ، ثمن كل رقبة عشرة آلاف درهم ويعطيه الله سبعين شفاعة إن شاء فى أهل بيته من المسلمين ، وإن شاء فى العامة ، وإن شاء عجلت له فى الدنيا ، وإن شاء أخرت له فى الآخرة (٤).
أقول : فإن قيل : هل يستوى الطائف فى شدة الحر بغير خف أو نحوه بمن طاف لابسا لذلك أم غير اللابس أفضل وأكثر ثوابا لأنه حينئذ أكثر مشقة؟ (الجواب) : أن إطلاق الحديث يقتضى التسوية بين اللابس وغيره ، ولكن سياق الحديث يفهم منه أن غير اللابس أكثر ثوابا حيث علل بشدة الحر لأن المراد تجشم المشقة ، ولا شك أن غير اللابس أكثر
__________________
(١) فى المطبوع : «ائتنفوا» والمثبت رواية الأزرقى.
(٢) أخبار مكة للأزرقى ج ٢ ص ٢١.
(٣) أورده الفاسى فى شفاء الغرام ج ١ ص ٢٨٥ وقال : هذا حديث ضعيف الإسناد جدا.