صلىاللهعليهوسلم قال : لو انتهى إلى الجبانة لكان الكل مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وفى رواية أخرى : لو مد إلى ذى الحليفة لكان منه.
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : لو زيد فى هذا المسجد ما زيد لكان الكل مسجدى. وفى رواية أخرى أو بنى إلى صنعاء ، وفى أخرى ما زيد فى مسجدى فهو منه ولو بلغ ما بلغ. فإن صح ذلك فهو بشرى حسنة انتهى باختصار.
فائدتان :
الأولى : قد حسب النقاش المفسر فضل الصلاة فى المسجد الحرام على مقتضى حديث تفضيل الصلاة فيه على غيره بمائة ألف ، فبلغت صلاة واحدة فى المسجد الحرام عمر خمس وخمسين سنة وستة أشهر وعشرين ليلة. وصلاة يوم وليلة ، وهى خمس صلوات فى المسجد الحرام عمر مائتى سنة وسبع وسبعين سنة وتسعة أشهر وعشر ليال (١). انتهى كلامه.
الثانية : قال الشيخ بدر الدين ابن الصاحب الإشارى : إن كل صلاة فى المسجد الحرام فرادى بمائة ألف صلاة كما ورد فى الحديث ، وكل صلاة فيه جماعة بألفى ألف صلاة وسبعمائة ألف صلاة ، والصلوات الخمس فيه بثلاثة عشر ألف ألف صلاة وخمسمائة صلاة ، وصلاة الرجل منفردا فى وطنه غير المسجدين المعظمين ، كل مائة سنة بمائة ألف وثمانين ألف صلاة ، وكل ألف سنة بألف ألف صلاة وثمانى مائة ألف (٢).
فتلخص من هذا أن صلاة واحدة فى المسجد الحرام جماعة يفضل ثوابها على ثواب من صلى فى بلدة فرادى ، حتى بلغ عمر نوح النبى عليهالسلام بنحو الضّعف ، وسلام على نوح فى العالمين. وهذه فائدة تساوى رحلة (٣) ثم قال : هذا إذا لم يضف إلى ذلك شيئا آخر من أنواع العبادات ، فإن صام يوما وصلى الصلوات الخمس جماعة ، وفعل فيه أنواعا من البر وقلنا بالمضاعفة ، فهذا مما يعجز الحساب عن حصر ثوابه (٤) انتهى.
تكملة : قال بعض العلماء : إن السيئات بالحرم تتضاعف كتضاعف الحسنات ، وهو
__________________
(١) شفاء الغرام ج ١ ص ١٣١.
(٢) شفاء الغرام ج ١ ص ١٣١.
(٣) تحرف فى المطبوع إلى : «دجلة».
(٤) شفاء الغرام ج ١ ص ١٣١.