وقال ابن الزبير : إن أبا بكر كتب إلىّ وأنا بالعراق : يا بنى عليك بالعلم فإنك إذا افتقرت إليه كان مالا ، وإن استغنيت به كان جمالا ، وأنشد فى معناه :
العلم بلغ قوما ذروة الشرف |
|
وصاحب العلم محفوظ من التلف |
يا صاحب العلم مهلا لا تدنسه |
|
بالموبقات فما للعلم من خلف |
العلم يرفع بيتا لا عماد له |
|
والجهل يهدم بيت العز والشرف |
وقال بعض الفضلاء : ينبغى لكل عاقل أن يبالغ فى تعظيم العلماء ما أمكن ولا يعد غيرهم من الأحياء ، وقد أجاد من قال :
ومن الجهالة أن تعظم جهلا |
|
لصقال ملبسه ورونق نقشه |
واعلم بأن التبر فى بطن الثرى |
|
خاف إلى أن يستبين بنبشه |
وفضيلة الدينار يظهر سرها |
|
من حكه لا من ملاحة نقشه |
وقال أبو طالب المكى فى «قوت القلوب» جاء فى الخبر أن الله تعالى لا يعذر على الجهل ولا يحل للجاهل أن يسكت على جهله ولا يحل للعالم أن يسكت عن علمه ، وقد قال سبحانه : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (سورة الأنبياء : ٧).
وقال سيدى الشيخ سهل بن عبد الله التسترى رضى الله عنه وأعاد علينا من بركاته : ما عصى الله بمعصية أعظم من الجهل ، وما أطيع الله بمثل العلم.
وقال بعضهم رضى الله عنه : قسوة القلب بالجهل أشد من قسوته بالمعاصى. قال الشيخ محمد ابن على المنهاجى رحمهالله : قلت : والله أعلم ولهذا نجد الجاهل يبغض كل من كان طالبا للعلم ويعد ذلك عيبا ، وقيل فى معنى ذلك :