(صفته) ربع القامة أدعج العينين عظيمهما حسن الوجه عظيم البطن أصلع ليس فى رأسه من الشعر إلا شىء يسير من خلفه كثير شعر اللحية. ومن خصائصه كرم الله وجهه أنه أول من يقرع باب الجنة بعد النبى صلىاللهعليهوسلم ، وأول من يجثو بين يدى الله عزوجل يوم القيامة للخصومة.
(خلافته) كانت خلافته أربع سنين وثمانية أشهر ، فمدة خلافة الأربعة على الصحيح تسعة وعشرون سنة وخمسة أشهر وثلاثة أيام ، وقد قال صلىاللهعليهوسلم : الخلافة بعدى ثلاثون سنة ، ثم تكون ملكا فإما أن يكون أطلق على ذلك ثلاثين لقربه منها أو تكون مدة ولاية الحسن محسوبة منها وهى تكملتها.
أقول : يشكل ذلك بما رواه سهل بن أبى حثمة أنه صلىاللهعليهوسلم قال بعد كلام : ألا وإن الخلفاء بعدى أربعة والخلافة بعدى ثلاثون سنة نبوة ورحمة ، ثم خلافة ورحمة ، ثم ملك ، ثم جبرية وطواغيت ، ثم عدل وقسط ألا وإن خير هذه الأمة أولها وآخرها أخرجه أبو الخير القزوينى الحاكمى. ووجه الإشكال : التصريح بأن الخلفاء أربعة بعده صلىاللهعليهوسلم فكيف تحسب مدة الحسن؟ ويمكن أن يجاب عنه بأن مدة الحسن لما كانت يسيرة لم يعده خامسا ، وإنما عد الأربعة لطول مدتهم ومعظم خلافتهم هذا على تقدير صحة هذه الرواية وتسليمها وإلا فلا يرد الإشكال من أصله.
(عدة أولاده) : ثلاثة وثلاثون ولدا : خمسة عشر ذكرا ، وثمانى عشرة أنثى وقيل : إن الذكور أربعة عشر.
(وفاته) : كان قتله فى صبيحة يوم سبعة عشر فى رمضان وقيل ليلة الجمعة لثلاث عشرة منه ، وقيل لإحدى عشرة ليلة خلت منه أو بقيت ، وقيل : لثمان عشرة ليلة منه سنة أربعين من الهجرة ومات من يومه ودفن بالكوفة ليلا. واختلف هل قتل وهو فى الصلاة أو قبل الدخول فيها أقوال. وهل استخلف من أتم الصلاة على القول بأنه قتل وهو فيها أو أتمها هو ، فالأكثر أنه استخلف جعدة بن هبيرة وجهل موضع قبره ، وكان ذلك حكمة من الله وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وصلى عليه ابنه الحسن. وروى أنه كان عنده مسك فاضل من حنوط رسول الله صلىاللهعليهوسلم أوصى أن يحنط به ذكره البغوى. ولما بلغ عائشة موته قالت : لتصنع العرب ما شاءت فليس لها أحد ينهاها. وعن أنس رضى الله عنه قال