ثم اعلم أن طبقات العرب : ست شعب وقبائل وعمارة وبطون وأفخاذ وفصائل فخزيمة شعب وكنانة قبيلة وقريش عمارة وقصى بطن وهاشم فخذ والعباس فصيلة ، وسميت شعوبا لأن القبائل تتشعب منها ، والشّعب ـ بفتح الشين ـ والعمارة ـ بفتح العين المهملة ـ وفى «معالم التنزيل» قيل : إن الشعوب من العجم والقبائل من العرب ، والأسباط من بنى إسرائيل انتهى. قال القرطبى فى «تفسيره» وقد نظمها بعضهم فقال :
قبيلة قبلها شعب وبعدهما |
|
عمارة ثم بطن بعده فخذ |
وليس يؤوى الفتى إلا فصيلته |
|
ولا سداد لسهم ما له قذذ |
انتهى. والقذذ بالذال المعجمة. قال فى «القاموس» : والفصائل هى العشائر واحدها عشيرة ، ومنه قوله تعالى : (وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ) أى عشيرته التى تضمه.
فرعان :
الأول : يعتبر التفاضل عندنا بين قريش فى حق الكفاءة لقوله صلىاللهعليهوسلم : قريش بعضهم أكفاء لبعض حتى لو تزوجت هاشمية قرشيا غير هاشمى صح عقدها ، وإن تزوجت عربيا غير قرشى فللأولياء حق الرد إلا أن يكون الولى هو الأب أو الجد فإن لهما تزويج الصغيرة بغير كفء وبغبن فاحش فى المهر عند أبى حنيفة رضى الله عنه خلافا لصاحبيه ، والتعليل من الطرفين مقرر فى محله. ألا ترى رسول الله صلىاللهعليهوسلم زوج بنته رقية وأم كلثوم من عثمان ولهذا لقب بذى النورين ، وكان أمويا لا هاشميا ، وزوج على ابنته أم كلثوم من عمر بن الخطاب وكان عدويا لا هاشميا فثبت أن قريشا كلهم سواء فى حق الكفاءة.
الثانى : مذهب الإمام محمد بن الحسن من أصحابنا أن التفاضل إنما يعتبر فيما بين قريش إذا كان النسب مشهورا فى الحرمة كأهل بيت الخلافة ، حتى لو تزوجت قرشية من بنات الخلفاء قرشيا ليس من أولاد الخلفاء يكون للأولياء حق الرد ، وكأنه قال هذا لتسكين الفتنة وتعظيم أمر الخلافة لا لانعدام أصل الكفاءة كذا نقله الإتقانى فى «الغاية» والله تعالى أعلم.