بميزان الطب فوجدته يفضل مياه الأرض كلها. (ومنها) : أنه يحلو ليلة النصف من شعبان. ويطيب ويقال يقول أهل مكة إن عين السلوان تتصل بزمزم فى تلك الليلة. (ومنها) : أنه يكثر فى ليلة نصف شعبان فى كل عام بحيث يفيض الماء من البئر على ما نقل ، لكن لا يشاهد ذلك إلا العارفون. وممن شاهده كذلك الشيخ الصالح أبو الحسن المعروف بكرباج ، وكان ذلك فى عام ست وسبعمائة. (ومنها) : أن الاطلاع فى بئر زمزم يجلو البصر ويحط الخطايا.
(ومنها) : كما أخرجه الفاسى عن الفاكهى أن شيخا من أهل مكة أسر فى بلاد الروم ، فقال له الملك : من أى بلد أنت؟ قال : من مكة ، قال له : هل تعرف بمكة هزمة جبريل؟ قال نعم ، قال : فهل تعرف برة؟ قال : نعم ، قال فهل لها اسم غير هذا قال : نعم هى اليوم تعرف بزمزم قال : إنا نجد فى كتبنا أنه لا يحثو رجل على رأسه من مائها ثلاث حثيات فتصيبه ذلة أبدا (١).
(ومنها) : أنه لا يجتمع هو ونار جهنم فى جوف عبد أبدا كما نقله المحب الطبرى.
(ومنها) : أنه يقوى القلب ويسكن الروع ، ولهذا قال الحافظ زين الدين العراقى : إن الحكمة فى غسل صدر النبى صلىاللهعليهوسلم بماء زمزم ليقوى به على رؤية ملكوت السموات والأرض والجنة والنار.
(ومنها) : اجتماع أرواح المؤمنين فى بئرها كما نقله فى «منهاج التائبين» قال روى عن مجاهد بن يحيى البلخى أنه قال كان عندنا بمكة رجل من أهل خراسان وكان كثير الطواف بالليل ويعكف على قراءة القرآن بالنهار وذلك منذ ستين سنة ، وكان الناس يودعونه ودائعهم فجاء رجل من الصالحين وكان بينه وبين الخراسانى صداقة ، فأودعه عشرة آلاف دينار ثم سافر ، فلما قدم من سفره وجد الخراسانى قد مات ، فسأل أهله وأولاده عن ماله ، فقالوا ما لنا به علم لا ندرى ما نقول فقص أمره على فقهاء مكة يومئذ وأخبرهم بما قال له أهله وأولاده ، فقالوا له : نحن نرجو أن يكون الخراسانى من أهل الجنة ، فإذا مضى ثلث الليل أو نصفه ائت زمزم فاطلع فيها وناد يا فلان بن فلان أنا صاحب الوديعة ، ففعل ذلك ثلاث ليال فلم يجبه أحد فأتى الفقهاء.
__________________
(١) شفاء الغرام ج ١ ص ٤١٣ و ٤١٤.