بأفضل المياه مسلم. ولكن بأفضل مياه الدنيا. إذ ماء الكوثر من متعلقات دار البقاء فلا يستعمل فى دار الفناء ، ولا يشكل بكون الطست الذى غسل فيه صدره صلىاللهعليهوسلم من الجنة ، لأن استعمال هذا ليس فيه إذهاب عين بخلاف ذاك والله أعلم. انتهى.
وقد سئل شيخ الإسلام جلال الدين السيوطى تعاهده الله بالرحمة عن ذلك بما صورته:
يا غرة فى جبهة الدهر افتنا |
|
لا زلت تفتى كل من جا (١) يسأل |
فى زمزم أو ماء كوثر حشرنا |
|
من منهما يا ذا المعالى أفضل |
جوزيت بالإحسان عنا كلنا |
|
وبجنة المأوى جزاؤك أكمل |
فأجاب بما صورته :
لله حمدى والصلاة على النب |
|
ى محمد من للبرية يفضل |
ما جاءنا خبر بذلك ثابت |
|
فالوقف عن خوض بذلك أجمل |
هذا جواب ابن السيوطى راجيا |
|
من ربه التثبيت لمّا يسأل |
وقد ذكر العلماء رحمهمالله أن لماء زمزم وبئره خواص مباركة (٢) ، (ومنها) : أنه يبرد الحمى وقد تقدم فى الحديث. (ومنها) : أنه يذهب الصداع. (ومنها) : أن جميع المياه العذبة التى فى الأرض ترفع وتغور قبل يوم القيامة إلا زمزم قالهما الضحاك. (ومنها) : أنه يفضل مياه الأرض كلها طبّا وشرعا ذكر عن الإمام بدر الدين ابن الصاحب المصرى أنه قال: وازنت ماء زمزم بماء عين مكة فوجدت زمزم أثقل من العين بنحو الربع ، ثم اعتبرته
__________________
(١) فى المطبوع : «جاء» وهو غير صحيح عروضيا.
(٢) انظر فى ذلك : شفاء الغرام ج ١ ص ٤١٣.