ثم ولى بعد زياد : العباس بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب الهاشمى فى سنة ست وثلاثين ومائة ، واستمر عليها إلى موت السفاح قاله ابن الأثير (١).
وممن ولى مكة للسفاح على ما ذكر ابن حزم فى «الجمهرة» (٢) عمر بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب العدوى ، وهذا يخالف ما تقدم عن ابن الأثير من كون العباس كان مستمرا على ولاية مكة إلى موت السفاح ، والله أعلم بحقائق الأمور (٣).
وأما ولاتها فى خلافة المنصور أبى جعفر عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس أخى السفاح فجماعة ، أولهم : العباس بن عبد الله بن معبد المذكور آنفا ، وذلك سنة سبع ـ بتقديم السين ـ وثلاثين ومائة ثم مات بعد انقضاء الموسم (٤).
ثم ولى بعده زياد بن عبيد الله الحارثى المتقدم ودامت ولايته إلى سنة إحدى وأربعين ومائة ، وهو الذى تولى عمارة ما زاده المنصور فى المسجد الحرام (٥).
ثم ولى بعد عزل زياد الهيثم بن معاوية العتكى الخراسانى فى سنة إحدى وأربعين ومائة ، واستمر إلى سنة ثلاث وأربعين.
ثم ولى بعد عزله : السّرىّ بن عبد الله بن الحارث بن العباس بن عبد المطلب واستمر إلى سنة خمس وأربعين (٦).
ثم ولى بعده بالتغلّب محمد بن الحسن بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب القرشى الهاشمى الجعفرى من قبل ـ بكسر القاف وفتح الموحدة ـ محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب الملقب بالنفس الزكية ، لأنه لما تغلب على المدينة النبوية ، وخرج على المنصور فى سنة خمس وأربعين أمر على مكة محمد بن الحسن بن معاوية المذكور ، فسار إلى مكة فخرج إليه السرى بن عبد الله أمير مكة من قبل المنصور ، فتحاربا فانهزم السرى ودخل محمد مكة ، ثم أنفذ المنصور جيشا لمحاربة محمد ابن عبد الله ، فقتل كذا ينقله ابن الأثير (٧).
__________________
(١) الكامل ج ٥ ص ٤٦٣.
(٢) جمهرة أنساب العرب ص ١٨.
(٣) شفاء الغرام ج ٢ ص ٢٧٨.
(٤) شفاء الغرام ج ٢ ص ٢٧٨.
(٥) شفاء الغرام ج ٢ ص ٢٧٩.
(٦) انظر فى ولاية السرى ومن بعده : شفاء الغرام ج ٢ ص ٢٧٩ وما بعدها.
(٧) الكامل ج ٥ ص ٥٤٢.