ابن على بن أبى طالب الحسينى الملقب بالديباجة لجمال وجهه ، وسألوه فى المبايعة بالخلافة ، فكره محمد ذلك ، فاستعان الأفطس عليه بولده على ، ولم يزالوا به حتى بايعه بالخلافة وذلك فى ربيع الأول سنة مائتين.
وجمعوا الناس على بيعة محمد بن جعفر طوعا وكرها ولقبوه بأمير المؤمنين ، وبقى شهورا وليس له من الأمر شىء وإنما ذلك لابنه على وللأفطس وهما على أقبح سيرة مع الناس ، فلم يكن إلا مدة يسيرة إذ جاء عسكر المأمون فيهم الجلودى وورقاء بن جميل ، وقد انضم إلى محمد بن جعفر غوغاء أهل مكة وسواد البادية ، فالتقى الفريقان فانهزم محمد وأصحابه ، وطلب الديباجة من الجلودى الأمان فأجلوه ثلاثا ، ثم خرج من مكة ودخل الجلودى بعسكره إلى مكة فى جمادى الآخرة سنة مائتين (١).
وتوجه الديباجة إلى جهة بلاد جهينة فجمع منها جيشا وقاتل والى المدينة هارون بن المسيب ، فانهزم الديباجة بعد أن فقئت عينه بنشّابة ، وقتل من عسكره خلق كثير (٢).
ثم عاد إلى مكة وطلب الأمان من الجلودى ، فأمنه فدخل مكة فى أواخر الحجة سنة مائتين وصعد المنبر معتذرا بأنه إنما وافق على المبايعة لأنه بلغه موت المأمون ، ثم قدم على المأمون واعتذر واستغفر فقبل عذره وأكرمه وعفا عنه ، فلم يمكث إلا قليلا ثم مات فجأة بجرجان فصلى عليه المأمون ونزل فى لحده وقال : هذه رحم قطعت من سنين وكان موته فى شعبان سنة ثلاث ومائتين وسبب موته على ما قيل أنه جامع وافتصد ودخل الحمام فى يوم واحد (٣).
ثم وليها بعد هزيمة الديباجة فى خلافة المأمون عيسى بن يزيد الجلودى ، ووليها له نيابة ابنه محمد ، ويزيد بن محمد بن حنظلة المخزومى.
ثم وليها بعد عزل الجلودى هارون بن السيب.
ووليها للمأمون أيضا حمدون بن على بن عيسى بن ماهان ، وإبراهيم بن موسى بن
__________________
(١) شفاء الغرام ج ٢ ص ٢٨٧.
(٢) شفاء الغرام ج ٢ ص ٢٨٧.
(٣) شفاء الغرام ج ٢ ص ٢٨٧.