وأبو المغيرة محمد بن عيسى بن محمد المخزومى ولد عيسى بن محمد المتقدم ذكره فى خلافة المعتز آنفا ، وذلك فى سنة ثلاث وستين ومائتين كما تقتضيه عبارة الفاسى والفاكهى(١).
وذكر ابن الأثير ما يدل أنه وليها نائبا لصاحب الزّنج فى سنة خمس وستين (٢) ، واستمر إلى سنة ثمان وستين ومائتين.
وهارون بن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس العباسى ، وكانت ولايته فى سنة تسع وستين ـ بتقديم المثناة الفوقية ـ ومائتين ، كما دل عليه كلام ابن جرير وابن الأثير.
وأحمد بن طولون صاحب مصر ، أقول كذا عده الفاسى مع أنه لم يباشر ذلك ، ولو لا ما قدمته أول هذا الباب بأنى لم أخل بأحد ممن عده الفاسى لما ذكرته ، ولعل سبب ذكر الفاسى لأحمد المذكور ـ والله أعلم ـ ما نقله عن ابن جرير (٣) أن فى عام تسع وستين ومائتين أرسل ابن طولون هذا قائدين من مصر فى أربعمائة وتسعين فارسا ـ بتقديم المثناة الفوقية على السين ـ (٤) وألفى راجل ، فوافوا مكة لليلتين بقيتا من ذى القعدة ، وأعطوا الجزارين والحناطين بمكة دينارين لكل رجل ولغيرهم سبعة دنانير ، وكان هارون بن محمد المتدم آنفا يومئذ أميرا على مكة ، ومعه مائة وعشرون فارسا ومائتا عبد من السودان ، فوافاه جعفر بن الباغمردى (٥) لثلاث خلون من ذى الحجة فى نحو مائتى فارس فقوى بهم هارون فالتقوا هم وأصحاب ابن طولون فانهزم عسكر ابن طولون ، وقتل منهم بمكة نحو مائتى رجل ، وأخذت دوابهم وأموالهم ، وأمّن جعفر الباغمردى المصريين والحناطين والجزارين وسلم الناس ، وأموال التجار ، ولعن أحمد بن طولون فى المسجد الحرام (٦) وبهذا لا يثبت لابن طولون ولاية على مكة ، وكان عدم ذكره أولى ، والله أعلم. انتهى.
__________________
(١) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣٠٠.
(٢) الكامل ج ٧ ص ٣٢٨.
(٣) تاريخ الرسل ج ٩ ص ٦٥٢.
(٤) الذى لدى الفاسى الذى ينقل عنه المصنف : «فى أربعمائة وسبعين فارسا» ومثله لدى الطبرى.
(٥) فى الأصلين : «الباعمرون» وهو خطأ صوابه لدى الطبرى ج ٩ ص ٦٥٢ ، والفاسى فى شفاء الغرام ج ٢ ص ٢٩٨.
(٦) تاريخ الرسل ج ٩ ص ٦٥٢ ، شفاء الغرام ج ٢ ص ٢٩٨ ، غاية المرام ج ١ ص ٤٥٤.