ومحمد بن أبى الساج وأخوه يوسف بن أبى الساج ، فأما محمد ففى كلام ابن جرير(١) ما يدل على أنه لم يباشر ، وإنما عقد له على الحرمين.
وأما ولاية أخيه يوسف فذكر ابن الأثير أنها فى سنة إحدى وسبعين (٢) ـ بتقديم السين على الموحدة ـ ومائتين.
والفضل بن العباس بن الحسين بن إسماعيل بن محمد بن العباس ، وكان متوليا على مكة فى سنة ثلاث وستين ومائتين ، كذا نقله الفاكهى (٣).
أقول : وفيه نظر ، لأنه قد تقدم أن أبا المغيرة بن عيسى كان واليا على مكة فى هذه السنة ، ويمكن الجمع بأن الفضل لعله كان واليا فى أول السنة ، ثم ولى بعده أبو المغيرة فى أثنائها أو آخرها ، والله أعلم بذلك ، ولم ينبه الفاسى على ذلك.
وأبو عيسى محمد بن يحيى بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن عبد الوهاب بن عبد الله بن أبى عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومى ، ذكر ولايته عن المعتمد ابن حزم ولم يذكر لها تاريخا ، لكنه نقل أن أبا عيسى عزل بأبى المغيرة المخزومى المتقدم (٤) ، فيحتمل أن تكون ولايته تقريبا من ثلاث وستين إلى ثمان وستين ومائتين لأن أبا المغيرة كان واليا فى هذه الحدود على اختلاف الأقوال المتقدمة فى تاريخ ولايته. انتهى.
ونقل الفاكهى ما يقتضى أن أبا عيسى هذا ولى مكة نيابة عن الفضل بن العباس المذكور آنفا.
وجمع الفاسى بين ما ذكره ابن حزم والفاكهى فقال : ولا مانع لأنه يجوز أن يكون أبو عيسى ولى مكة عن الفضل نيابة عن المعتمد استقلالا. انتهى (٥).
وأما ولاتها فى خلافة المعتضد أبى العباس أحمد بن أبى أحمد الموفق بن المتوكل العباسى ثم فى خلافة أولاده المكتفى أبى محمد على والمقتدر أبى الفضل جعفر والقاهر أبى منصور محمد ثم فى خلافة الراضى أبى العباس أحمد بن المقتدر ، ثم فى خلافة
__________________
(١) تاريخ الرسل ج ٩ ص ٥٤٩.
(٢) الكامل ج ٧ ص ٤١٧.
(٣) أخبار مكة للفاكهى ج ١ ص ٤٨٢.
(٤) جمهرة أنساب العرب ص ١٤٩.
(٥) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣٠٠.