أقول : لم يبين الفاسى من هو الملك المنصور ، وهو عمر الرسولى ، لأنه بعد أن بويع بالسلطنة لقب بالمنصور. انتهى.
ثم وليها نيابة عن الملك الكامل أميره المسمى بجفريل (١) ـ بجيم ثم فاء ثم راء مهملة ثم مثناة تحتية ثم لام ـ وذلك أن الملك الكامل كان قد جهز عسكرا كبيرا فيه ألف فارس ، وقيل تسعمائة ، وقيل خمسمائة وخمسة أمراء مقدمهم جفريل المذكور ، واستمرت ولاية جفريل على مكة إلى سنة خمس وثلاثين وستمائة (٢).
ثم وليها الملك المنصور صاحب اليمن فى هذه السنة وسار إليها بنفسه ودخلها فى رجب ، بعد أن هرب جفريل ومن معه ، وكان مع المنصور ألف فارس ، ودامت ولايته إلى سنة سبع وثلاثين ـ بتقديم السين ـ ورتب بمكة مائة وخمسين فارسا ، وجعل عليهم أميرين: ابن الوليد وابن التّعزى (٣).
ثم وليها الملك الصالح أيوب بن الملك الكامل صاحب مصر ، لأنه جهز إليها جيشا ألف فارس معهم الشريف شيحه ـ بشين معجمة مكسورة ثم مثناة تحتية ثم حاء مهملة ثم هاء الوقف ـ صاحب المدينة الشريفة ، فاستولوا على مكة بغير قتال. وذلك فى سنة سبع وثلاثين (٤).
ثم وليها عسكر الملك المنصور صاحب اليمن ، ولما قدم العسكر المذكور هرب الشريف شيحه ومن معه.
ثم وليها ثانيا عسكر الملك الصالح صاحب مصر فى سنة ثمان وثلاثين.
وكان ممن وليها للملك الصالح الأمير شهاب الدين أحمد بن التركمانى.
__________________
(١) والذى فى السلوك للمقريزى ١ / ١ / ٢٥٠ و ١ / ٢ / ٢٧٤ : «جغريل» ومثله لدى ابن فهد فى غاية المرام ج ١ ص ٦٠٢.
(٢) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣١٧.
(٣) وكذا لدى الخزرجى فى العقود اللؤلؤية ج ١ ص ٦٢ ومثله لدى ابن فهد فى إتحاف الورى ج ٣ ص ٥٥ ، وغاية المرام ج ١ ص ٦٠٣. وفى د : «ابن التغرى» ومثله لدى الفاسى الذى ينقل عنه المصنف.
(٤) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣١٨.