المذكور إلى مكة فى عسكر ومائتى فارس فتحارب هو وإدريس وأبو نمى ومن معهما ، فكان الظفر لابن برطاس ، فاستمر على مكة إلى يوم السبت لأربع بقين من المحرم سنة ثلاث وخمسين وستمائة (١).
فوقع الحرب بين ابن برطاس والأمير ابن ادريس وأبى (٢) نمى فى الشهر المذكور وسفكت الدماء بالحجر من المسجد الحرام وأسر ابن برطاس ففدى نفسه ثم خرج بمن معه من مكة واستمر الشريفان على مكة (٣).
ثم انفرد أبو نمى بالولاية فى سنة أربع وخمسين لذهاب عمه إدريس إلى أخيه راجح ابن قتادة ، ثم عاد إدريس لمشاركة أبى نمى (٤).
ثم ولى مكة أولاد حسن بن قتادة وأقاموا ستة أيام ، وقبضوا على إدريس ، ثم جاء أبو نمى وأخرجه منها ولم يقتل منهم أحدا ، واستمر أبو نمى وإدريس شريكين فى الإمرة إلى سبع وستين ـ بتقديم السين ـ وستمائة (٥).
ثم انفرد أبو نمى بالإمرة مدة يسيرة فى هذه السنة ، ثم عاد شريكا لإدريس فى سنتهما هذه ، واستمرت ولايتهما إلى ربيع الأول سنة تسع وستين وستمائة ـ بتقديم المثناة الفوقية.
ثم انفرد فيها إدريس نحو أربعين يوما ثم قتل فى السنة المذكورة بخليص (٦). فوليها أبو نمى ، واستمر إلى سنة سبعين وستمائة بتقديم السين (٧).
ثم وليها فى هذه السنة فى صفر الشريف جماز بن شيحه صاحب المدينة وغانم بن إدريس بن حسن بن قتادة صاحب ينبع شريكين ثم عاد أبو نمى إلى ولايتها بعد أربعين يوما من سنة سبعين.
أقول : مقتضى هذا الكلام أن ولاية جماز وغانم المذكورين إنما هى أيام يسيرة ، إما
__________________
(١) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣١٩.
(٢) تحرف فى المطبوع إلى : «ابن».
(٣) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣١٩.
(٤) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣٢٠.
(٥) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣٢٠.
(٦) خليص : قرية قريبة من مكة فى طريق المدينة المنورة.
(٧) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣٢٠.