عشرة أو أقل ، لأن أبا نمى كان مالكا لمكة جميع شهر محرم سنة سبعين بلا ريب كما تعطيه العبارة ، وتكون ولاية جماز وغانم على تقدير أنها عشرة أيام أول يوم من صفر سنة سبعين ، وإلا كانت أقل ويكون عود أبى نمى فى الحادى عشر من صفر من السنة لأنه بعد أربعين يوما والله الموفق.
واستمر أبو نمى على مكة فى عودة هذا بعد أن أخرج جمازا وغانما إلى سنة سبع وثمانين وستمائة ـ بتقديم السين ـ ثم عاد جماز بن شيحه المذكور إلى ولاية مكة فى أواخر هذه السنة وأقام مدة يسيرة ثم عاد أبو نمى واستمر إلى قبل وفاته بيومين. فعهد إلى ابنيه حميضة ورميثة بالإمرة بعده ، وكانت وفاته فى يوم الأحد رابع صفر سنة إحدى وسبعمائة فكانت إمرته على مكة شريكا ومستقلا نحو خمسين سنة ، واستقلاله بالإمرة يزيد على ثلاثين سنة شيئا يسيرا.
وكان ممن ولى مكة فى ولاية أبى نمى وإدريس من قبل السلطان الظاهر بيبرس صاحب مصر ، أمير يقال له شمس الدين مروان ، وذلك بسؤال أبى نمى وعمه فى ذلك ليرجع أمرهما إليه ، وكان ذلك فى سنة سبع وستين وستمائة (١).
وفيها حج السلطان بيبرس ثم عزل مروان عن ذلك فى سنة ثمان وستين وستمائة.
ثم وليها بعد موت أبى نمى ابناه حميضة ورميثة المذكوران وذلك فى سنة إحدى وسبعمائة فى صفر منها ، واستمر إلى موسمها فقبض عليهما.
ثم وليها عوضهما أخواهما أبو الغيث وعطيفة وقيل بل محمد بن إدريس بن قتادة عوض عطيفة ، وكان ذلك بمباشرة أمير الحاج بيبرس الجاشنكير ـ بجيم ثم ألف نشين معجمة فنون ثم كاف ومثناة تحتية وراء مهملة ـ الذى ولى السلطنة بعد ذلك بمصر فى سنة ثمان وسبعمائة. وكان فعله هذا تأديبا لحميضة ورميثة لإساءتهما إلى أخويهما أبى الغيث وعطيفة.
ثم عاد حميضة ورميثة إلى إمرة مكة فى سنة ثلاث وسبعمائة وقيل فى التى بعدها بولاية من الملك الناصر صاحب مصر واستمرا متوليين إلى موسم سنة ثلاث عشرة وسبعمائة (٢).
__________________
(١) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣٢١.
(٢) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣٢٢.