بسبب ذلك شدة فلما قتل قام بأمر مكة أخوه محمد واستمر إلى الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين وسبعمائة.
ثم ولى مكة السيد الشريف حسن بن عجلان وكان قدم مصر سنة سبع وتسعين ، فاعتقله السلطان ، فلما قتل أخوه أطلقه وأنعم عليه بولاية مكة فقدم مكة فى السنة المذكورة وضبط أحوال البلاد وحسم مواد الفساد ، وأخذ بثأر أخيه على من الأشراف فى الحرب الذى كان بالزّبارة (١) بوادى مرّ فى يوم الثلاثاء خامس عشرى شوال من السنة المتقدمة ، وكان عدة من قتل من الأشراف وجماعتهم نحو أربعين رجلا ، ولم يقتل من جماعة السيد حسن إلا واحد أو اثنان (٢).
واستمر السيد حسن منفردا بالولاية إلى سنة تسع ـ بتقديم المثناة ـ وثمانمائة ، ثم أشرك معه فى الإمرة ابنه السيد بركات ، واستمر إلى أثناء سنة إحدى عشرة وثمانمائة ، ثم سأل لابنه السيد أحمد بن حسن فى أن يكون شريكا لأخيه السيد بركات وتكون الإمرة بينهما فأجيب إلى ذلك.
وولى السيد حسن نيابه السلطنة بجميع بلاد الحجاز ، وصار يدعى له فى الخطبة بمكة وعلى زمزم ، ودامت ولايتهم إلى أثناء صفر سنة ثمانى عشرة وثمانمائة.
ثم ولى ذلك السيد رميثة بن محمد بن عجلان بن رميثة ، ولم يصل إلى مكة إلا فى مستهل ذى الحجة من السنة المذكورة ، واستمر متوليا إلى ثامن رمضان سنة تسع عشرة.
ثم عاد السيد حسن بن عجلان لإمرة مكة بمفرده دون ولديه ، فخرج رميثة من مكة بعد وقوع المحاربة بالمعلاة بينه وبين عسكر عمه السيد حسن على كره من السيد حسن ، وكان الظفر لعسكر السيد حسن ، واستمر السيد حسن متوليا إلى أول سنة أربع وعشرين وثمانمائة.
__________________
(١) الزبارة : قرية لبنى عمير فى واد مر. تقع بعد التقاء النخلتين ، وعندهما أخذ الوادى اسمها. وقد تحرف فى المطبوع إلى «الزيارة» بالياء ، وهو تحريف قبيح. صوابه من : د وغاية المرام ج ٢ ص ٢٥٣.
(٢) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣٢٩.