أحمد بسؤال أبيه ولم يظهر لولايته أثر لصغره واستبداد والده بالأمر ، واستمرا إلى أن مات أحمد بن عجلان فى حادى عشرى شعبان سنة ثمان وثمانين (١).
ثم استقل محمد بالإمرة إلى أن فاز بالشهادة فى مستهل شهر ذى الحجة من هذه السنة ، وسببه أنه حضر لخدمة المحمل فى يوم العرضة على العادة ، وكان عمه كبيش أشار إليه بعدم الحضور لأنه كان مدبر أموره فلم يسمع منه فقتل ، وكان أمر الله قدرا مقدورا.
ثم وليها بعد قتل محمد : عنان بن مغامس بن رميثة بن أبى نمّى ، وأشرك معه فى الإمرة بنى عمه : أحمد بن ثقبة وعقيل بن مبارك بن رميثة ، وأخاه على بن مبارك وكان يدعى لهؤلاء الثلاثة معه على زمزم ، واستمر عنان وشركاؤه إلى شهر شعبان تسع وثمانين وسبعمائة فبلغ السلطان ما حصل من الفتن وعدم الأمن بسبب تخبيط كبيش على عنان ، فعزل عنانا فى هذا التاريخ (٢).
ثم وليها بعد عزله على بن عجلان ، فلم يمكنه عنان من مكة ، فاجتمع آل عجلان ومعهم كبيش واقتتلوا ، فقتل كبيش وغيره ، وانهزم على بن عجلان وتوجه إلى مصر ، ودخل عنان مكة واستولى عليها إلى موسم سنة تسع وثمانين.
ثم عاد على بن عجلان شريكا لعنان بشرط حضور عنان العرضة لخدمة المحمل ، فلم يحضره خشية من آل عجلان ، ثم سافر إلى مصر فى أثناء سنة تسعين فانفرد على بن عجلان بالامرة إلى أثناء سنة اثنتين وتسعين ، ثم شاركه عنان بولاية من الملك الظاهر برقوق ، وكان الشرفاء مع على والقواد مع عنان فلم يتم أمرهما كما ينبغى ، واستمرا كذلك إلى الرابع والعشرين من صفر سنة أربع وتسعين وسبعمائة.
ثم انفرد بها على بن عجلان ، ثم استدعاه السلطان هو وعنانا للحضور إلى مصر فتوجه عنان أولا ثم لحقه على وترك على مكة عوضه أخاه محمد بن عجلان ، ثم عاد على إلى مكة فى موسم سنة أربع وتسعين منفردا بولاية مكة واستمر إلى أن استشهد فى تاسع شوال سنة سبع ـ بتقديم السين ـ وتسعين ، وكان فى غالب ولايته مقلوبا مع الأشراف ، وأفضى الحال إلى أن قل الأمان بمكة ونواحيها وهربت التجار إلى ينبع ، ولحق أهل مكة
__________________
(١) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣٢٧.
(٢) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣٢٧.