ومنها : ثبير اسم لثمانية أماكن ، سبعة منها جبال بمكة وحرمها وهى ثبير بالأثبرة المذكور ، وثبير الزّنج ، وثبير الأعرج ، وثبير الأحدب ، ويقال الأحيدب ـ بالتصغير ـ وثبير الخضراء ، وثبير النّصع ، وثبير غينا ، والثامن اسم لماء فى بلاد مزينة أقطعه النبى صلىاللهعليهوسلم شريس ـ بمعجمة فى أوله ومهملة فى آخره ـ ابن ضمرة ـ بضاد معجمة ـ المزنى رضى الله عنه وسماه شريح بحاء مهملة.
ولنشر إلى مواضعها تكثيرا للفائدة. فأما ثبير الأثبرة فقد تقدم ، وعرف بذلك لأنه أعلاها وأطولها ، وقيل إنما سمى ثبير باسم رجل من هذيل دفن فيه ، والله أعلم بذلك. وهو على يسار الذاهب إلى عرفة الذى ذكره الفقهاء فى المناسك بأن المستحب للحاج إذا طلعت الشمس عليه أن يسير إلى عرفة.
وأما ثبير غينا ـ بالغين المعجمة المفتوحة بعدها مثناة تحتية ثم نون ثم ألف ـ وثبير الأعرج فهما بمنى أيضا ، يصب بينهما واد من منى يقال له أفاعية ـ بضم الهمزة بعدها فاء وألف وعين مهملة مكسورة ومثناة تحتية مفتوحة مخففة بعدها هاء ـ كذا نقله صاحب «القاموس» عن الزمخشرى. وذكر الأزرقى فى ثبير الأعرج ، أنه المشرف على حق الطارقيين ـ بمثناتين تحتيتين. بين المغمس والنخيل ، وفى ثبير غينا أنه المشرف على بئر ميمون ، وقلته مشرفة على شعب علىّ كرم الله وجهه. فخالف فى ذلك الزمخشرى.
أقول : ولعله أراد بالنخيل بساتين ابن عامر التى كانت فى جهة عرنة لأنه كان بها نخيل فيما مضى.
وأما ثبير النّصع ـ بكسر النون وسكون الصاد المهملة بعدها عين مهملة ـ فهو جبل لطيف بمزدلفة على يسار الذاهب إلى منى ذكره الأزرقى ، وقال : هو الذى كانوا يقولون فى الجاهلية إذا أرادوا الدفع من مزدلفة أشرق ثبير ، كيما نغير ، ولا يدفعون حتى يرون الشمس عليه (١). انتهى.
والمعروف المنقول عن جمع من أهل المناسك أنهم ما كانوا يعنون بهذا الكلام إلا ثبير الأثبرة الذى بمنى. ووجه الفاسى رحمهالله تعالى ما قاله الأزرقى ، وقال : لا يبعد ذلك لأن قريشا ما كانوا يقولون ذلك إلا وهم بمزدلفة ، وهذا أقرب إلى أبصارهم من الذى بمنى انتهى.
__________________
(١) أخبار مكة للأزرقى ج ٢ ص ٣٧٨ و ٢٨٠.