فائدتان :
الأولى : نقل عن البكرى أنه قال : فى جبل ثور من كل نبات الحجاز وشجره ، وفيه شجر البان ، وفيه شجرة من حمل منها شيئا لم تلدغه هامة.
الثانية : نقل أيضا فى بعض الروايات عن ابن عباس رضى الله عنهما أن قتل قابيل أخاه هابيل كان فى ثور أخرجهما الفاسى (١) رحمهالله.
وفى «صحيح مسلم» أن ثورا اسم جبل آخر صغير فى المدينة قريبا من جبل أحد عن يساره ، وأنكر ذلك بعض العلماء ، والله أعلم.
ومنها : جبل ثبير بمنى ، وهو جبل عظيم الفضل شامخ ، روى الأزرقى عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : لما تجلى الله عزوجل للجبل تشظى ، فطارت شظاياه لستة جبال ، ثلاثة منها وقعت بمكة وهى حراء وثور وثبير ، وثلاثة وقعت بالمدينة وهى أحد وورقان ورضوى (٢).
أقول : وكون ثبير بمكة تسامح ، لكن ما قارب بالشىء أعطى حكمه. وقد جعله القزوينى من جبال مكة أيضا ثم عرفه بأنه الذى أهبط عليه الكبش الذى فدى به إسماعيل ، ثم قال : والعرب تقول : أشرق ثبير كيما نغير (٣).
وليس كذلك إلا ثبير الذى بمنى. وكذلك الجوهرى جعله بمكة وما ذاك إلا لقرب منى منها ، انتهى.
ويسمى ثبير الأثبرة ، والقابل أيضا ـ بالقاف والباء الموحدة ـ. ونقل صاحب «القاموس» عن النقاش أن الدعاء يستجاب فيه ثم قال ثبير الأثبرة لأن النبىصلىاللهعليهوسلم كان يتعبد فيه قبل النبوة وأيام ظهور الدعوة ولهذا جاورت به أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها أيام إقامتها بمكة (٤). انتهى.
__________________
(١) شفاء الغرام ج ١ ص ٤٥٠.
(٢) أخبار مكة للأزرقى ج ٢ ص ٢٨٠ ـ ٢٨١.
(٣) عجائب المخلوقات ص ١٢٧.
(٤) هذا القول ليس فى القاموس ، وإنما ورد فى كتاب آخر لصاحب القاموس ، وهو : «الوصل والمنى فى فضل منى» كما نص عليه الفاسى فى شفاء الغرام ج ١ ص ٤٥١.