لى : حججت؟ فقلت : نعم. فقال لى : حلقت رأسك بمنى؟ قلت : نعم ، قال : رأس حلقت بمنى لا يمسه النار أبدا. انتهى.
الثالثة : اختلف فى سبب تسميتها بمنى فقال ابن عباس رضى الله عنهما : إنما سميت منى لأن جبريل عليهالسلام لما أراد أن يفارق آدم عليهالسلام قال له : تمن ، قال : تمنيت الجنة فسميت بذلك لأمنية آدم عليهالسلام. وقيل : سميت بذلك لما يمنى فيها من الدماء أى يراق ، وهذا هو المشهور الذى ذكره جمهور اللغويين وغيرهم. وقيل لما تمنى أن يقدر ، وقيل لاجتماع الناس بها لأن العرب تسمى كل موضع يجتمع فيه الناس منى. وقيل لمن الله على الخليل عليهالسلام بفداء ابنه فيها. وقيل : لمن الله بالمغفرة فيها على عباده ، وقيل غير ذلك ، ويجوز فيها الصرف وعدمه والتذكير والتأنيث. قال صاحب «القاموس» والأجود صرفه. وجزم الجوهرى فى «صحاحه» بتذكيره وصرفه وأنشدوا على تذكيره :
سقى منى ثم رواه وساكنه |
|
ومن ثوى فيه واهى الودق مغتبق |
وجاء فى تأنيثه للعرجى :
ليومنا بمنى إذ نحن ننزلها |
|
أسرّ من يوم بالعرج أو ملل |
الرابعة : أخرج ابن حبان فى «صحيحه» من حديث عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إذا كنت بين الأخشبين من منى ـ ونفخ (١) بيده نحو المشرق ـ فان هناك واديا يقال له وادى السّرر ، لسرحة به سرّ تحتها سبعون نبيا (٢). انتهى ملخصا.
والسرحة ـ بالسين والحاء المهملتين ـ الشجرة العظيمة.
ووادى السّرر ـ بضم السين وفتح الراء ـ وقيل بفتحهما ، وقيل بكسر السين وفتح الراء (٣).
__________________
(١) فى المطبوع : «ونفح» بالحاء المهملة ، والمثبت رواية المحب الطبرى فى القرى ص ٥٤٠.
(٢) أورده صاحب الكنز برقم ٣٤٧٩٢ والنظر فى ذلك : القرى ص ٥٤٠.
(٣) القرى ص ٥٤٠.