والسلام على نبيه سيدنا محمد المبعوث بأعظم المعجزات وعلى آله وأصحابه الأماجد السادات.
وليكن هذا آخر ما يسره الله ومن به وهو المنان مما قصدت إثباته حسب الوسع والإمكان ومع ذلك فإنى عاجز عن بلوغ المراد ملتمس من الله سبحانه الإصابة والسداد وضارع إليه فى التوفيق والرشاد أن يجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم وعدتى من فائض فيض فضله العميم ويجمعنى ومن يطالعه فى جنان النعيم ويختم آخر أعمالى بالخيرات ويرجح ميزانى بالحسنات ويعفو عما اقترفته من الذنوب والسيئات ويرزقنى الثبات عند السؤال بعد الممات ، ويفتح على بالعلم الشريف والعمل به فإنه الكنز الموروث عن الأنبياء ونعم الميراث ويجعلنى كما وفقنى لجمع هذه الفضائل ممن شمله قوله صلىاللهعليهوسلم «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث» والأعمال بالنيات ولكل امرىء ما نوى ، واللسان لا يبرز عن الجنان إلا ما حوى.
والمسئول ممن وقف على التأليف من الإخوان أن ينظر فيه بعين الرضا والرضوان فما كان من نقص كمله ومن خطأ أصلحه وأن يصفح عما يجده فى ترتيبه من زلل وما يظهر له فيه من خلل ، فإن القلم قد يهفو والجواد قد يكبو ، وقد سبق من إقرارى بالعجز والضعف ما يقتضى الصفح والعفو ، والإنسان غير معصوم عن الخطأ والنسيان والمؤمن مرآة أخيه. والله تعالى يغفر لمن نظره أو كتبه أو أصلح شيئا منه أو فيه.
ولنختم هذا التأليف بما ورد من دعاء النبى صلىاللهعليهوسلم المأثور الشريف :
اللهم رب السموات السبع وما أظللن ورب الأرضين وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن كن لى جارا من شر خلقك كلهم أن يفرط على أحد منهم وأن يبغى على ، عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
وكان الفراغ من نسخ هذا الجامع المبارك عصر الاثنين سنة تسع وعشرين بعد الألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام (١).
__________________
(١) هذا آخر النسخة المطبوعة وجاء فى آخر نسخة د : «وكان الفراغ من نسخة على يد ناسخه لنفسه ولمن شاء الله من بعده بمكة المشرفه فى اليوم الرابع عشر من شهر رمضان المبارك من العام الثلاثمائة والألف ، والحمد لله وحده والصلاة على من لا نبى بعده».