تعدت على عرض الحريم ويتظاهر المأمورون بأن أهل اليمن أشقياء ومذهبهم زيدية. ولما كان الاتراك عجما لا يفهمون ما هو الزيدي وأنه مذهب من جملة المذاهب بل إمام هذا المذهب الامام زيد بن علي زين العابدين الذي جده الرسول صلىاللهعليهوسلم ونحن المأمورون باتباع هديه وعترته ظن الاتراك لجهلهم أنهم خارجون عن الاسلام مع أن أكثر الاتراك لا يصلون وبعض عقلائهم وقد يرى ما عليه أهل اليمن من الدين والصلاح والمحافظة على الصلوات واقامة الجمع والجماعات وتدريس العلم وهجرهم المعاصي والمنكرات يستغرب ما تعاملهم الحكومة من الشدة والقسوة وهجرت هذه الحكومة التركية العمل بالشريعة وإقامة الحدود وركنت على قوانين باطلة وأهواء عاطلة واعتمدت على قوة شدتها وبأسها وكان حال هذه الدولة حال من وصفهم الله بقوله جل وعلا (وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا) ومن وضع شريعة الله ورسوله وضعه الله وهكذا الاتضاع بعد الارتفاع كما جاء في الحديث (حقا على الله ما رفع شيئا الا وضعه). فمن وضع شريعة الله خذله الله وأهانه وأنزل عليه بأسه ونكاله