والطفل واعيا صابرا طلق المحيا عطوفا شفوقا متواضعا وهذا هو عين رغبته في تعميم العدل والانصاف. واذا جاء وقت الظهر خرج ومعه بعض الجنود وطائفة من الناس ويمشي ولا يزال يسمع الشكاوي ويكلمه هذا وتارة يكلم هذا الى أن يصل الى المصلى وفي حال وضوءه وبعده قبل الصلاة لا تزال تلك حالته في سماع الشكاوي وبعد الصلاة يرجع الى قصره راكبا والموكب أمامه وتضرب المرافع والطيسان أمامه والعساكر ينشدون الزامل المعروف في اليمن وهذا نوع من لفظه :
يا من يخالف أمر مولانا ويعصيه |
|
لا بد من يوم تراه |
لا بد من يوم يشيب الطفل فيه |
|
والطير يرسي في سماه |
وبعد الغداء يخرج الى الديوان ويجتمع اليه كتابه ثم يأخذ كتابا للمطالعة ثم ينظر في الشكايا والجوابات التى ترد اليه من جميع الجهات ثم ينظر الاوراق واحدة واحدة صغيرة أو جليلة ويظل هكذا الى أن يصلي العشائين ثم يرجع كتابه معه الى طائفة من الليل