وقرروا المحالات. وقد جرى من الناكثين خراب الدنيا والدين وفرقوا جماعة المسلمين فانتظرنا أمرنا فكان حسبنا. فخيب الله آمالهم وردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيرا ولم يبق من الدين إلا رسمه ولا من الاسلام إلا اسمه اشتعلت في اليمن الفتن اشتعال النار في الحطب فعمتهم العقوبات من رب البرية واستحقوا من الله كل بلية (جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ). (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ). (وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) ألا ومن أعظم المعاصي وأفظع ما جناه العاصي البغي على امام الحق ونكث بيعته ونزع يد الطاعة وتفريق الجماعة فمن درج ودب في ذلك فقد شارك كل عاص وصار هالك (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) ألا وإن دعاء إمام الحق لا يرد وإن أمهل فلن يهمل ولقد دعونا الله بأن يشدّد وطأته على الباغين والناكثين والظالمين وأتباعهم ومن كثّر وسوّد وتعصب وذبذب وأن يلطف بالمؤمنين والضعفاء والمساكين فبحمد الله قد استجاب الله الدعاء ورأى كل فرد غبّ فعله وسوء عمله ولم يمنعه من الرجوع الى الحق إلا الكبر والضلال وعن قريب ينزل به الهلاك والوبال. فالله الله أجمعوا أمركم وشدوا حزمكم وأبشروا بنصر الله (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي)