دير نهيا : قال الشابشتي : ونهيا بالجيزة ، وديرها هذا من أحسن ديارات مصر ، وأنزهها وأطيبها موضعا ، وأجلها موقعا ، عامر برهبانه وسكانه ، وله في أيام النيل منظر عجيب ، لأن الماء يحيط به من جميع جهاته ، فإذا انصرف الماء وزرعت الأرض أظهرت أراضيه غرائب النواوير وأصناف الزهر ، وهو من المنتزهات الموصوفة والبقاع المستحسنة ، وله خليج يجتمع فيه سائر الطير ، فهو أيضا متصيد ممنع ، وقد وصفته الشعراء وذكرت حسنه وطيبه ، قلت وقد خرب هذا الدير.
دير طمويه : قال ياقوت : طمويه ـ بفتح الطاء وسكون الميم وفتح الواو ساكنة ـ قريتان بمصر ، إحداهما في كورة المرتاحية ، والأخرى بالجيزة ، قال الشابشتي : وطمويه في الغرب بإزاء حلوان ، والدير راكب البحر ، حوله الكروم والبساتين والنخل والشجر ، وهو نزه عامر آهل ، وله في النيل منظر حسن ، وحين تخضرّ الأرض يكون في بساطين من البحر والزرع ، وهو أحد منتزهات أهل مصر المذكورة ، ومواضع لهوها المشهورة. ولابن أبي عاصم المصريّ فيه من البسيط :
واشرب بطمويه من صهباء صافية |
|
تزرى بخمر قرى هيت وعانات |
على رياض من النوّار زاهرة |
|
تجري الجداول فيها بين جنات |
كأن نبت الشقيق العصفريّ بها |
|
كاسات خمر بدت في إثر كاسات |
كأنّ نرجسها من حسنه حدق |
|
في خفية يتناجى بالإشارات |
كأنما النيل في مرّ النسيم به |
|
مستلئم في دروع سابريات |
منازل كنت مفتونا بها شغفا |
|
وكنّ قدما مواخيري وحاناتي |
إذ لا أزال ملما بالصبوح على |
|
ضرب النواقيس صبّا بالديارات |
قلت هذا الدير عند النصارى على اسم بوجرج ويجتمع فيه النصارى من النواحي : دير أقفاص : وصوابها أقفهس وقد خرب.
دير خارج ناحية منهري : خامل الذكر لأنهم لا يطعمون فيه أحدا.
دير الخادم : على جانب المنهي بأعمال البهنسا ، على اسم غبريال الملك ، به بستان فيه نخل وزيتون.
دير أشنين : عرف بناحية أشنين ، فإنه في بحريها ، وهو لطيف على اسم السيدة مريم ، وليس به سوى راهب واحد.
دير ايسوس : ومعنى ايسوس يسوع ، ويقال له دير أرجنوس ، وله عيد في خامس عشري بشنس ، فإذا كان ليلة هذا اليوم سدّت بئر فيه تعرف ببئر ايسوس ، وقد اجتمع الناس