وثلاثمائة ، وكمل بناؤه لتسع خلون من شهر رمضان سنة إحدى وستين وثلاثمائة وجمع فيه ، وكتب بدائر القبة التي في الرواق الأوّل ، وهي على يمنة المحراب والمنبر ، ما نصه بعد البسملة : مما أمر ببنائه عبد الله ووليه أبو تميم معدّ الإمام المعز لدين الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الأكرمين ، على يد عبده جوهر الكاتب الصقليّ ، وذلك في سنة ستين وثلاثمائة. وأوّل جمعة جمعت فيه في شهر رمضان لسبع خلون منه سنة إحدى وستين وثلاثمائة. ثم إن العزيز بالله أبا منصور نزار بن المعز لدين الله جدّد فيه أشياء ، وفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة سأل الوزير أبو الفرج يعقوب بن يوسف بن كلس الخليفة العزيز بالله في صلة رزق جماعة من الفقهاء ، فأطلق لهم ما يكفي كلّ واحد منهم من الرزق الناض ، وأمر لهم بشراء دار وبنائها ، فبنيت بجانب الجامع الأزهر ، فإذا كان يوم الجمعة حضروا إلى الجامع وتحلقوا فيه بعد الصلاة إلى أن تصلّى العصر ، وكان لهم أيضا من مال الوزير صلة في كلّ سنة ، وكانت عدتهم خمسة وثلاثين رجلا ، وخلع عليهم العزيز يوم عيد الفطر ، وحملهم على بغلات. ويقال أنّ بهذا الجامع طلسما ، فلا يسكنه عصفور ، ولا يفرّخ به ، وكذا سائر الطيور من الحمام واليمام وغيره ، وهو صورة ثلاثة طيور منقوشة ، كلّ صورة على رأس عمود ، فمنها صورتان في مقدّم الجامع بالرواق الخامس ، منهما صورة في الجهة الغربية في العمود ، وصورة في أحد العمودين اللذين على يسار من استقبل سدّة المؤذنين ، والصورة الأخرى في الصحن في الأعمدة القبلية مما يلي الشرقية ، ثم إن الحاكم بأمر الله جدّده ووقف على الجامع الأزهر وجامع المقس والجامع الحاكميّ ودار العلم بالقاهرة رباعا بمصر ، وضمّن ذلك كتابا نسخته : هذا كتاب ، أشهد قاضي القضاة مالك بن سعيد بن مالك الفارقيّ ، على جميع ما نسب إليه مما ذكر ووصف فيه ، من حضر من الشهود في مجلس حكمه وقضائه بفسطاط مصر ، في شهر رمضان سنة أربعمائة ، أشهدهم وهو يومئذ قاضي ، عبد الله ووليه المنصور أبي عليّ الإمام الحاكم بأمر الله المؤمنين بن الإمام العزيز بالله صلوات الله عليهما على القاهرة المعزية ومصر والإسكندرية والحرمين حرسهما الله ، وأجناد الشام والرقة والرحبة ونواحي المغرب ، وسائر أعمالهنّ وما فتحه الله ويفتحه لأمير المؤمنين من بلاد الشرق والغرب ، بمحضر رجل متكلم أنّه صحت عنده معرفة المواضع الكاملة ، والحصص الشائعة ، التي يذكر جميع ذلك ، ويحدد في هذا الكتاب ، وأنها كانت من أملاك الحاكم إلى أن حبسها على الجامع الأزهر بالقاهرة المحروسة ، والجامع براشدة ، والجامع بالمقس ، اللذين أمر بإنشائهما وتأسيس بنائهما ، وعلى دار الحكمة بالقاهرة المحروسة التي وقفها ، والكتب التي فيها قبل تاريخ هذا الكتاب ، ومنها ما يخص الجامع الأزهر والجامع براشدة ودار الحكمة بالقاهرة المحروسة. مشاعا ، جميع ذلك غير مقسوم ، ومنها ما يخص الجامع بالمقس ، على شرائط يجري ذكرها ، فمن ذلك ما تصدّق به على الجامع الأزهر بالقاهرة المحروسة ، والجامع براشدة ، ودار الحكمة بالقاهرة المحروسة ،