قنطارين خرقا لمسح القناديل نصف دينار ، ومن ذلك لثمن عشر قفاف للخدمة وعشرة أرطال قنب لتعليق القناديل ولثمن مائتين مكنسة لكنس هذا الجامع دينار واحد وربع دينار ، ومن ذلك لثمن أزيار فخار تنصب على المصنع ويصبّ فيها الماء مع الجرة حملها ثلاثة دنانير ، ومن ذلك لثمن زيت وقود هذا الجامع راتب السنة ألف رطل ومائتا رطل مع أجرة الحمل سبعة وثلاثون دينارا ونصف ، ومن ذلك لأرزاق المصلين يعني الأئمة وهم ثلاثة وأربعة قومة ومسة عشر مؤذنا خمسمائة دينار وستة وخمسون دينارا ونصف ، منها للمصلين لكلّ رجل منهم ديناران وثلثا دينار وثمن دينار في كلّ شهر من شهور السنة ، والمؤذنون والقومة لكلّ رجل منهم ديناران في كلّ شهر ، ومن ذلك للمشرف على هذا الجامع في كلّ سنة أربعة وعشرون دينارا ، ومن ذلك لكنس المصنع بهذا الجامع ونقل ما يخرج منه من الطين والوسخ دينار واحد ، ومن ذلك لمرمّة ما يحتاج إليه في هذا الجامع في سطحه وأترابه وحياطته وغير ذلك مما قدّر لكلّ سنة ستون دينارا ، ومن ذلك لثمن مائة وثمانين حمل تبن ونصف حمل جارية لعلف رأسي بقر للمصنع الذي لهذا الجامع ثمانية دنانير ونصف وثلث دينار ، ومن ذلك للتبن لمخزن يوضع فيه بالقاهرة أربعة دنانير ، ومن ذلك لثمن فدّانين قرط لتربيع رأسي البقر المذكورين في النة سبعة دنانير ، ومن ذلك لأجرة متولي العلف وأجرة السقاء والحبال والقواديس وما يجري مجرى ذلك خمسة عشر دينارا ونصف ، ومن ذلك لأجرة قيم الميضأة إن عملت بهذا الجامع اننا عشر دينارا. وإلى هنا انقضى حديث الجامع الأزهر ، وأخذ في ذكر جامع راشدة ودار العلم وجامع المقس ، ثم ذكر أن تنانير الفضة ثلاثة تنانير ، وتسعة وثلاثون قنديلا فضة ، فللجامع الأزهر تنوران وسبعة وعشرون قنديلا ، ومنها لجامع راشدة تنور واثنا عشر قنديلا ، وشرط أن تعلق في شهر رمضان وتعاد إلى مكان جرت عادتها أن تحفظ به ، وشرط شروطا كثيرة في الأوقاف منها : أنه إذا فضل شيء واجتمع يشترى به ملك ، فإن عاز شيئا واستهدم ولم يف الريع بعمارته بيع وعمر به ، وأشياء كثيرة ، وحبس فيه أيضا عدّة آدر وقياسر لا فائدة في ذكرها ، فإنها مما خربت بمصر.
قال ابن عبد الظاهر عن هذا الكتاب : ورأيت منه نسخة ، وانتقلت إلى قاضي القضاة تقيّ الدين بن رزين ، وكان بصدر هذا الجامع في محرابه منطقة فضة ، كما كان في محراب جامع عمرو بن العاص بمصر ، قلع ذلك صلاح الدين يوسف بن أيوب في حادي عشر ربيع الأوّل سنة تسع وستين وخمسمائة ، لأنه كان فيها انتهاء خلفاء الفاطميين ، فجاء وزنها خمسة آلاف درهم نقرة ، وقلع أيضا المناطق من بقية الجوامع. ثم أن المستنصر جدّد هذا الجامع أيضا ، وجدّده الحافظ لدين الله ، وأنشأ فيه مقصورة لطيفة تجاور الباب الغربيّ الذي في مقدّم الجامع بداخل الرواقات ، عرفت بمقصورة فاطمة ، من أجل أن فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها رؤيت بها في المنام ، ثم أنه جدّد في أيام الملك الظاهر بيبرس البندقداريّ.