والسدي ، والربيع : هم الجماعات الكثيرة ، واختاره ابن قتيبة. وقال ابن عباس في رواية الحسن : هم العلماء الأتقياء الصبر على ما يصيبهم. واختاره اليزيدي والزجاج. وقال ابن زيد : الاتباع ، والربانيون الولاة. وقال ابن فارس : الصالحون العارفون بالله. وقيل : وزراء الأنبياء. وقال الضحاك : الربية الواحدة ألف ، والربيون جمعها. وقال الكلبي : الربية الواحدة عشرة آلاف. وقال النقاش : هم المكثرون العلم من قولهم : ربا الشيء يربو إذا كثر. وهذا لا يصح لاختلاف المادتين ، لأن ربا أصوله راء وباء وواو ، وأصول هذا راء وباء وياء. وقرأ الجمهور بكسر الراء. وقرأ علي ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وعكرمة ، والحسن ، وأبو رجاء ، وعمرو بن عبيد ، وعطاء بن السائب بضم الراء ، وهو من تغيير النسب. كما قالوا : دهري بضم الدال ، وهو منسوب إلى الدهر الطويل. وقرأ ابن عباس فيما روى قتادة عنه : بفتح الراء. قال ابن جني : هي لغة تميم ، وكلها لغات والضمير في وهنوا عائد على الربيين ، إن كان الضمير في قتل عائدا على النبي. وإن كان ربيون مسندا إليه الفعل مبنيا للفاعل ، فكذلك أو للمفعول ، فالضمير يعود على من بقي منهم ، إذ المعنى يدل عليه. إذ لا يصح عوده على ربيون لأجل العطف بالفاء ، لما أصابهم في سبيل الله بقتل أنبيائهم أو ربييهم.
وقرأ الجمهور : وهنوا بفتح الهاء. وقرأ الأعمش ، والحسن ، وأبو السمال بكسرها. وهما لغتان ، وهن يهن كوعد يعد ، ووهن يوهن كوجل يوجل. وقرأ عكرمة وأبو السمال أيضا : وهنوا بإسكان الهاء. كما قالوا نعم في نعم ، وشهد في شهد. وتميم تسكن عين فعل.
وما ضعفوا عن الجهاد بعد ما أصابهم ، وقيل : ما ضعف يقينهم ، ولا انحلت عزيمتهم. وأصل الضعف نقصان القوة ، ثم يستعمل في الرأي والعقل. وقرىء ضعفوا بفتح العين وحكاها الكسائي لغة.
وما استكانوا قال ابن إسحاق : ما قعدوا عن الجهاد في دينهم. وقال السدي : ما ذلوا. وقال عطاء : ما تضرعوا. وقال مقاتل : ما استسلموا. وقال أبو العالية : ما جبنوا. وقال المفضل : ما خشعوا. وقال قتادة والربيع : ما ارتدوا عن نصرتهم دينهم ، ولكنهم قاتلوا على ما قاتل عليه نبيهم حتى لحقوا بربهم. وكل هذه أقوال متقاربة. وهذا تعريض لما أصابهم يوم أحد من الوهن والانكسار عند الإرجاف بقتل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وبضعفهم عند ذلك عن