فغودر منهم كعب صريعا |
|
فذلت بعد مصرعه النضير (١) |
قال العلامة الحسني : «ومع ذلك فلم يتراجعوا عن الدس والتحريض على المسلمين والتصدي لهم ، والنيل من النبي «صلى الله عليه وآله» ، وطلب منهم النبي أن يكفوا عما هم عليه ، وأن يلتزموا بالعهد الذي أعطوه على أنفسهم ، حين دخوله المدينة ، فلم يزدهم ذلك إلا عتوّا وتماديا في إيذاء المسلمين ، ونشر الفساد ، والنبي «صلى الله عليه وآله» من جانبه يوصي المسلمين بالهدوء وضبط الأعصاب» (٢).
ولا بد أن يكون ذلك ـ لو صح ـ باستثناء ناقضي العهد من الشخصيات الخطرة ، التي كانت تحرض على الإسلام والمسلمين ، وتشكل خطرا جديا عليهم ، كما يظهر مما يأتي :
ملاحظة : قد تقدم أن الكتاب الذي كتبه النبي «صلى الله عليه وآله» بينه وبين اليهود قد كان مع علي «عليه السلام».
ونحن نستثير القارئ ليطرح سؤاله حول السر في أن يكون ذلك الكتاب عند علي «عليه السلام» دون غيره ، فهل ذلك يشير إلى خصوصية لعلي «عليه السلام» بالنسبة إلى النبي «صلى الله عليه وآله» في المجال السياسي ، أو حتى فيما يرتبط بالإمامة من بعده «صلى الله عليه وآله»؟!.
٤ ـ قتل ابن سنينة :
ويذكر المؤرخون : أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال : من ظفرتم
__________________
(١) راجع : البداية والنهاية ج ٤ ص ٨.
(٢) سيرة المصطفى ص ٣٧٨.