١ ـ قتل أبي عفك :
كان الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» قد عاهد اليهود على الموادعة ، وعدم تعرض أي من الفريقين للآخر. ولكن ازدياد سرايا المسلمين في المنطقة ، وما تبع ذلك من إجراءات على صعيد بناء المجتمع الجديد وتقويته ، قد زاد من قوة المسلمين ، ورفع من معنوياتهم ، وجعل منهم قوة لها خطرها ؛ مع أنه لم يمض بعد عامان على قدومهم كلاجئين ، يبحثون عن مأوى وملجأ وملاذ.
إذا ، فلا بد ـ برأي اليهود ـ من تطويق هذا الخطر ، والحد من هذا النفوذ قبل فوات الأوان ؛ حتى يتسنى لهم الاستمرار في الاحتفاظ بالتفوق السياسي والاقتصادي في المنطقة.
وقد بدأت محاولات اليهود في هذا السبيل من أوائل الهجرة ، وقبل حرب بدر ، ثم كانت حرب بدر ونتائجها المذهلة ، فزاد ذلك من مخاوف اليهود ، والمشركين ، والمنافقين على حد سواء ، فصعدوا من نشاطاتهم ، وتحدياتهم بشكل ملحوظ كما سنرى.
وقد بدأ اليهود قبل بدر بالتحريض على الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» والمسلمين ، والتعرض لهم بمختلف أنواع الأذى ، فكان (أبو