ذلك مما يرتبط بشرائط الشورى وحدودها ، ومواردها.
وأخيرا : فلو أنه رحمه الله استدل على ولاية الفقيه بقول أمير المؤمنين «عليه السلام» : «إن أحق الناس بهذا الأمر أقواهم عليه ، وأعلمهم بأمر الله فيه». وبصحيحة عمر بن حنظلة المشار إليها آنفا لكان أولى.
فإنها تقرر : أن الحكم حق للفقيه الجامع للشرائط فقط ، ولا يحق لغيره أن يتصدى له ، حيث قال «عليه السلام» : «فإني قد جعلته عليكم حاكما».
د : ماذا يريد النبي صلّى الله عليه وآله في أحد؟
غالب الروايات ، بل كلها متفقة على أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان يرجح البقاء في المدينة ، ولكن إصرار أصحابه هو الذي دعاه إلى العدول عن هذا الرأي.
ولكن العلامة السيد الحسني «رحمه الله» يرى : أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان يرى الخروج إلى العدو ، عكس رأي عبد الله بن أبي بن سلول ، وإنما استشارهم «صلى الله عليه وآله» ليختبر نواياهم ، ويستدل على ذلك بما ملخصه :
أن ملاقاة جيش مكة داخل المدينة سيمكنهم من احتلالها خلال ساعات معدودة ؛ لأن المنافقين ، والمرتابين من سكان المدينة ـ وعددهم كثير ، وكانوا على اتصال دائم معهم ـ سيعاونونهم على النبي «صلى الله عليه وآله» والمسلمين.
ولا يعقل أن يخلص ابن أبي ومن معه من المنافقين والمرتابين من المهاجرين والأنصار في الدفاع عن محمد «صلى الله عليه وآله» ورسالته ،