وغيرها يذكرون : أنه قاتل الأحبة ، فكيف لو كان باشر قتلهم بيده؟!
ولكن عليا «عليه السلام» قد تحمل هذه المسؤولية ، لأن عدم اتباعهم ومحبتهم له ، لا يبرر خروجهم من الإسلام ، فلو أرادوا أن يحقدوا على الإسلام بسبب ما فعله علي «عليه السلام» لوجدوا أنفسهم أمام تأنيب الضمير ، ومحاسبة الوجدان ، ولكن كرههم للنبي «صلى الله عليه وآله» يوجب خروجهم عن دائرة الإسلام بالكلية ، والله هو العالم بواقع الحال.
د : عمر في قفص الاتهام :
إن لنا هنا أسئلة لا بد أن نوجهها إلى عمر بن الخطاب ، ونطلب منه الإجابة عليها بصراحة ، وهي التالية :
١ ـ لماذا أخبر أبا سفيان والمشركين بوجود النبي «صلى الله عليه وآله» في ظرف حرج وحساس كهذا ، مع أنه «صلى الله عليه وآله» قد نهاه عن ذلك؟
٢ ـ قد جاء عن ابن واقد : أن ضرار بن الخطاب الفهري قد ضرب عمر بن الخطاب بالقناة يوم أحد ، حينما جال المسلمون تلك الجولة ، وقال له : يا بن الخطاب ، إنها نعمة مشكورة ، والله ما كنت لأقتلك (١).
لماذا ما كان ليقتله؟ أليس هو الذي أذل قريشا كما يدّعون ، وعز به الإسلام كما يزعمون وإن كنا قد أثبتنا عدم صحة ذلك.
__________________
(١) مغازي الواقدي ج ١ ص ٢٨٢ ، وشرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٢٧٤ وج ١٥ ص ٢٠ عن الواقدي والبلاذري وابن اسحاق ، وراجع : طبقات الشعراء لابن سلام ص ٦٣ ، وفيه أن هذه يد له عند عمر ، كان عمر يكافئه عليها حين استخلف. وراجع البداية والنهاية ج ٣ ص ١٠٧ عن ابن هشام.