عليه وآله»؟ لا يظلني وإياك سقف بيت أبدا (١).
وحسبنا هنا أن نقول عن معاوية ، ومواقفه ، ومخزياته : وكل إناء بالذي فيه ينضح.
ب : رعب اليهود :
إن عمليات قتل هؤلاء الأفراد ، التي نظمت ونفذت ببراعة فائقة ، وذكاء وعبقرية ، قد أرعبت اليهود ، وأخافتهم ، ولا سيما بعد قتل ابن الأشرف الغادر ، حتى إنه (ليس بها يهودي إلا وهو خائف على نفسه). وحتى قال كعب بن مالك :
فغودر منهم كعب صريعا |
|
فذلت بعد مصرعه النضير |
وقد كان يهود بني النضير أعز من بني قريظة ، وغيرهم ، ممن كان لا يزال في تلك المنطقة. وكان لهذه الضربة فيهم أثر هام في رعب سائر اليهود آنئذ. وأصبح القضاء على من يغدر من اليهود أسهل وأيسر ، فالمسلمون يملكون الجرأة الكافية ، واليهود أصبحوا خائفين على أنفسهم ، والقضاء على الخائف المرعوب أسهل وأيسر من القضاء على غيره ، وكان ذلك واحدا من مصاديق قوله «صلى الله عليه وآله» : (نصرت بالرعب).
وذلك أمر طبيعي بالنسبة لمن لا يؤمن بالمعاد ، ويعتقد أن جنته هي هذه الدنيا ، وأنه إذا فقد حياته ، فقد كل شيء ، حسبما ألمحنا إليه من قبل.
__________________
(١) مشكل الآثار ج ١ ص ٧٧.