إلى الخليفة من عماله (١).
و : التنافس القبلي :
ولقد رأينا : أن التنافس القبلي بين الأوس والخزرج ، حينما وظف في خدمة الإسلام والمسلمين آتى ثمارا خيرة. فكان قتل الخزرج لأبي رافع واحدة من تلك الثمار ، وكان هو النتيجة البناءة الطبيعية لهذا التنافس ، الذي سعى النبي «صلى الله عليه وآله» إلى تغيير منطلقاته ، وأهدافه ، لتكون في خدمة الدين والحق والخير للإنسان ، الفرد والجماعة على حد سواء.
ز : جهل وغرور ابن الأشرف :
إن غرور كعب بن الأشرف ، واعتداده الزائد بنفسه ، حتى ليقول لزوجته عن أبي نائلة : إنه لو وجده نائما لما أيقظه ، والأهم من ذلك جهله بالتغيير الجذري الذي يحدثه الإسلام في نفس وفي شخصية الإنسان ، هو الذي أوقعه في الفخ الذي نصبه له أولئك المجاهدون البواسل ، الذين نذروا أنفسهم لخدمة دينهم الحق.
ولو أنه كان قد أدرك ما كان حويصة قد أدركه في أخيه محيصة ، وعاش الواقع الحي الذي يواجهه ، وحاول أن يتفاعل معه ، وتخلى عن عنجهيته وغروره ، لما كان ينبغي أن يسبقه حويصة إلى التشرف بالإسلام.
__________________
(١) التراتيب الإدارية ج ١ ص ٢٦٧ عن سيرة عمر.