في ابنة حمزة ، فقال «صلى الله عليه وآله» لكل واحد منهم ما أرضاه (١).
ونحن نشك في الحديث من أصله ، لأن جعفر كان في واقعة أحد في الحبشة ، وقد جاء إلى المدينة في سنة ست من الهجرة.
ودعوى أن الاختصام قد حصل بعد رجوعه تطرح أمامنا سؤالا عن السبب في سكوت زيد بن حارثة عن المطالبة ببنت حمزة كل هذه المدة.
الصلاة على الشهداء وتغسيلهم ودفنهم :
لقد روى بعضهم : أن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يصلّ على شهداء (أحد). وبه أخذ الأئمة الشافعية.
ولكن ذلك غير صحيح ؛ فقد صرحت الروايات الكثيرة : بأنه «صلى الله عليه وآله» قد صلى عليهم. وروي ذلك عن بعض أئمة الحديث ، وبه أخذ الأئمة الحنفية (٢).
والصحيح : أنه «صلى الله عليه وآله» قد صلى عليهم ، ولم يغسلهم ، وهو الثابت عن أئمة أهل البيت «عليهم السلام» ، الذين هم سفينة نوح ، وباب حطة. ولذا فلا يعبأ بما رواه غيرهم ؛ ولذا فنحن لا نطيل الكلام في ذلك.
ولا سيما بعد أن قال (مغلطاي) : «.. وصلى على حمزة والشهداء من غير غسل. وهذا إجماع ؛ إلا ما شذ به بعض التابعين.
إلى أن قال : قال السهيلي : ولم يرو عنه «صلى الله عليه وآله» : أنه صلى
__________________
(١) التراتيب الإدارية ج ٢ ص ١٤٩ وغير ذلك.
(٢) تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٤٢ ، وليراجع أيضا : السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٤٨ و ٢٤٩.