نشوب الحرب ، وقتل أصحاب اللواء :
وكان أول من رمى بسهم في وجوه المسلمين أبو عامر الفاسق في خمسين ممن معه ، بعد أن حاول استمالة قومه من الأوس ؛ فردوا عليه بما يكره ، فتراموا مع المسلمين ، ثم ولوا مدبرين.
وحرض أبو سفيان بني عبد الدار ، حاملي لواء المشركين على الحرب ، وجعل النساء يضربن بالدفوف ، ويحرضنهم بالأشعار.
وطلب طلحة بن أبي طلحة ، حامل لواء المشركين البراز ، فبرز إليه علي «عليه السلام» فقتله. فسر رسول الله «صلى الله عليه وآله» بذلك ، وكبر تكبيرا عاليا.
ويقال : إن طلحة سأل عليا «عليه السلام» : من هو؟. فأخبره.
فقال : قد علمت يا قضم : أنه لا يجسر علي أحد غيرك (١).
__________________
(١) فعن أبي عبد الله «عليه السلام» : أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» كان بمكة لم يجسر عليه أحد ؛ لموضع أبي طالب ، وأغروا به الصبيان ، وكانوا إذا خرج رسول الله «صلى الله عليه وآله» يرمونه بالحجارة والتراب ، وشكا ذلك إلى علي «عليه السلام» ، فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، إذا خرجت فأخرجني معك ، فخرج رسول الله «صلى الله عليه وآله» ومعه أمير المؤمنين «عليه السلام» ، فتعرض الصبيان لرسول الله «صلى الله عليه وآله» كعادتهم ، فحمل عليهم أمير المؤمنين «عليه السلام» ، وكان يقضمهم في وجوههم ، وآنافهم ، وآذانهم ، فكان الصبيان يرجعون باكين إلى آبائهم ، ويقولون : قضمنا علي ، قضمنا علي ، فسمي لذلك : (القضم). راجع : البحار ج ٢٠ ص ٥٢ ، وتفسير القمي ج ١ ص ١١٤ ، وأشار إلى ذلك أيضا في نهاية ابن الاثير.