المشركين في أحد ؛ حتى صار يطلبه المشركون بثارات أحدية (١) أضيفت إلى ثاراتهم البدرية ، كما ورد التصريح به في أكثر من مورد في تأريخ الصدام فيما بين الحق والباطل بعد ذلك.
قتل الأسيرين :
وقصة قتل الأسيرين ، وملاحظة موقفه «صلى الله عليه وآله» منهما تعطينا : أنه «صلى الله عليه وآله» كان يعامل كل أحد ـ بالدرجة الأولى ـ على أنه إنسان. ثم يقاوم فيه شركه وانحرافه بالأساليب الإنسانية أولا أيضا.
أي أنه يعتبره يحوي سائر الخصائص الإنسانية ؛ فيتعامل معه على أساس الصدق ، والوفاء ، والأمانة وغير ذلك من خصائص إنسانية. وذلك من أجل تشجيع هذه الخصائص ، وإعطائها الفرصة للنمو والتكامل ، على أمل أن يكون ذلك موجبا لتسهيل مهمته التبليغية والإقناعية في المستقبل ، ومن ثم لتلافي الكثير من المشكلات التي لا مبرر لها ، وإنما تخلقها النزوات غير الإنسانية ، في طريق الدعوة إلى الله تعالى ، والإقناع بالحق والخير.
ولكنه حين يثبت له «صلى الله عليه وآله» : أن الطرف الآخر لا ينطلق في مجمل مواقفه من خصائص إنسانية ، وإنما من نزوات غير إنسانية ، ومن شيطنة ، ومكر ؛ فإنه «صلى الله عليه وآله» حينئذ يقف منه الموقف الحازم الذي لا بد منه. وهو يحسن إليه وإلى مجتمعه حينما يقضي على تلك الروح البهيمية ، والنزوات الشيطانية فيه ؛ لأن الله قد خلقه ليكون إنسانا ، لا
__________________
(١) البحار ج ٣٦ ص ٥٤ و ٥٥ وج ٤٣ ص ١٥٦ ، والمناقب لابن شهرآشوب ج ٢ ص ٢٠٣ ، وفي (ط أخرى) ج ١ ص ٣٨١ ، والعوالم ص ٢٥٠.