وجاء في بعض الروايات :
أنه كان ثمة فرس واحد ، أو فرسان : فرس للنبي «صلى الله عليه وآله» ، والآخر لأبي بردة بن نيار كما تقدم.
إلا أن يقال : إن المراد : أنه كان في مقابل خيل المشركين : الزبير والمقداد. ولكن ذلك بعيد عن سياق الكلام ، ولا سيما إذا لم يكن معهما خيل. أما العشرة أفراس التي غنمها المسلمون يوم بدر ، فلعلها قد بيعت ، أو نفقت ، أو كان بعضها في حوزة من لم يشاركوا في حرب أحد ، ممن رجع مع ابن أبي أو غيرهم.
ثم إننا لا ندري أين كان علي «عليه السلام» ، الذي قتل نصف قتلى المشركين أو أكثر كما سيأتي؟!.
ولماذا لا تتعرض له هذه الرواية ، ولا تدلنا على دوره في هذه الحرب؟!.
ج : إخلاص علي عليه السّلام وعطفه على كبش الكتيبة :
وأما أن عليا «عليه السلام» انصرف عن قتل حامل لواء المشركين ، لأنه قد عطفته عليه الرحم ، فلا يمكن أن يصح ؛ لأن عليا «عليه السلام» لم يكن ليرحم من حاد الله ، ورسوله ، وكان كبش كتيبة المشركين ، الذين جاؤوا لاستئصال شأفة الإسلام والمسلمين.
ونحن نعلم : أن عليا «عليه السلام» كان في كل أعماله مخلصا لله تعالى كل الإخلاص.
وقد قدمنا الإشارة إلى موقفه حينما قتل عمرو بن عبد ود فلا نعيد.
فالظاهر أن الصحيح : هو أنه ناشده الله والرحم ، واستقبله بعورته فانصرف عنه. وهو بلاء تعرض له أمير المؤمنين «عليه السلام» مع غيره