اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ)(١).
كما أنه تعالى قد تعرض لحالة العجب بالنفس في حنين ، فقال : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً)(٢).
بينما نجد بني قينقاع مغرورين بقوتهم وشوكتهم ، حتى قالوا له : لو حاربناك لتعلمن : أنا نحن الناس. فأوعدهم الله بالهزيمة والخذلان.
وصدق الله وعده ، فزاد ذلك من يقين المؤمنين وتصميمهم ، ومن ذل الكافرين وخزيهم.
ز : الاستجابة لابن أبي :
وإن استجابة النبي «صلى الله عليه وآله» لابن أبي في بني قينقاع ، كانت تهدف إلى الحفاظ على الجبهة الداخلية من التصدع. ولولا ذلك فلربما كان ينتهي الأمر إلى النزاعات المكشوفة ، والمواجهات العلنية ، الأمر الذي لم يكن في صالح الإسلام والمسلمين في تلك الفترة ؛ فإن الإبقاء على العلاقات الحسنة مع المنافقين في تلك الظروف كان أمرا ضروريا ؛ لكسب أكبر عدد منهم في المستقبل ، عن طريق التأليف والترغيب ، وكذلك من أبنائهم ، ثم توفير الطاقات لعدو أشد وأعتى.
كما أن إجلاء بني قينقاع ، كما يعتبر ضربة روحية ونفسية لغيرهم من اليهود ، كذلك هو يعتبر إضعافا لابن أبي ومن معه من المنافقين. فخسران
__________________
(١) الآية ١٢٣ من سورة آل عمران.
(٢) الآية ٢٥ من سورة التوبة.