عليه ، ويهتم ويبذل كل غال ونفيس في سبيل إنقاذه.
وليس أشد على الإنسان من أن يعيش قضية شخص ، ويعيش مشكلته ، ويبذل كل ما في وسعه من أجل إنقاذه ، وإذا به يرى ذلك الغير يعاديه ويعلن الحرب عليه ، ويعمل على قتله ، من أجل أن يحتفظ بذلك الانحراف بالذات ، وفي سبيل الإبقاء على تلك المشاكل نفسها.
ومن أجل ذلك احتاج الأنبياء إلى أعظم مراتب الصبر ، كما يظهر من الآيات القرآنية.
وقد أشرنا من قبل إلى أنه في حرب الجمل ، حينما حارب علي «عليه السلام» البغاة ، خرج صائح يحذر جيش عائشة من سيف الأشتر ، وجندب بن زهير (١).
ونرى : أن هذا الصائح إنما فعل ذلك عن رأي علي «عليه السلام» ورضاه ، لأنه يريد إعلاء كلمة الله تعالى بأقل قدر ممكن من الخسائر ؛ لأنه يحب لهم الهداية ، ولا يريد أبدا لهم الضلالة والغواية.
وكان «عليه السلام» ـ كأخيه ـ تذهب نفسه حسرات عليهم ، كما يظهر من كلماته المرة المعبرة عن غصته وآلامه. هذا ، عدا عن أن ذلك من أساليب الحرب النفسية ، التي تعجل في كسر شوكتهم ، وتحطيم كبريائهم.
لم يثبت في أحد غير علي عليه السّلام :
وأما عن الذين ثبتوا يوم أحد ، فنجد الروايات مختلفة جدا ، وتذكر
__________________
(١) لباب الآداب ص ١٨٧ ، والإصابة ج ١ ص ٢٤٨ ، والجمل ص ١٩٤.